سلام الذي فوق السموات عرشه .... تخص به يا خير ماش على الأرض وبعد فإنه لما انبسط ببركة مولانا في الأرض ظل الأمان، وكفر إساءته بالإحسان هذا الزمان، وعقبت السبع العجاف من المحل قبل دعوة مولانا أعاد الله من سره وبركاته بالسبع السمان، سرى ساري اللطف في الأجساد منا، وروي راوي العطف من محبة الوطن، والنزوع إليه عنا، فحنت إليه حنين الهيم، فطلع نور الإهتداء في أفق جوارحي وقلبي طلوع البدر وغرته في الأفق من الليل البهيم:
وعاودني شوقي الذي قد طرحته .... إلى وطني من بعد والعود أحمد
فاردت أن أسعى سعي العاجز عن الطلع، وأن ألقى أثر المكالف في هذا الهجر المأنوس الذي ضاق بنا فيه البيت والمكلف اتسع:
ويا وطني إن فاتني بك صالح .... من الدهر فلينعم لساكنك البال
ورثى لضيق مقامنا فيه الحاسد، وكاد أن يصدنا عنه وعن الرأي الرشيد رأي ذوي البغضاء الفاسد.
لعل أمير المؤمنين يغار من .... تراحمنا في بيتنا المتهدم
ويبقى لنا ذكرا يبقيه بعدنا .... كما ذكره أبقاه للمتقدم
فإن مولانا حفظه الله هو الذي طمس بذكره كل ذكر، وحير بتعديد أوصافه وخصائصه[ق/41] الصالحة كل فكر، وأتت دولته السعيدة، وسيرته الحميدة، بكل فارض من المكارم العديدة وكل بكر، فذكرناه في هذا المقام ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر للمرتضى، وذكر دعبل بن علي بنظمه الفائق عند اشتداد الزمان عليه لعلي بن موسى الرضى، بل ذكر الأعشى لعلقمة بن علافة فيما أنشأه، أو ذكر ذي الرمة بأسجاعه تصيدحه لبلال بن أبي بردة حين أتاه من الإحسان ما أتاه، وذلك حين ضاق به الزمان، فتوجه وقال:
صفحة ٢٨٩