ومنها: أن بعض أهل شهارة أراد أن يمكر في شهارة ويسلمها إلى يد عبد الرحيم على يد الفقيه علي الشهاري، وذلك في وقت موالاة عبد الرحيم للإمام عليه السلام، وكان في ذلك الوقت كثير من مشائخ الأهنوم باقيين عند عبد الرحيم في حجة باستبقائه لهم، وكان كثير من الناس يظن أن عبد[ق/30] الرحيم غير صادق في موالاته للإمام عليه السلام، فلهذا سعى هذا الماكر من أهل شهارة بهذا السعي المنكوس، ووقف الإمام عليه السلام على بعض كتب هذا الماكر، وأرسل أيضا عبد الرحيم بما وصله من الكتب ممن كان أراد المكر من أهل شهارة إلى عند الإمام عليه السلام، فلما تحقق الإمام عليه السلام ذلك طرد هذا الماكر من أهل شهارة، وكان من الأشراف فلم يلبث أن يقطع هو وأولاده بالجذام في مدة يسيرة دون السنة، وكان ذلك على يد الشهاري، وكذلك الشهاري قتل شر قتلة، كما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
ومنها: أن بعض خدم ابن المعافا وقت حطاطه على شهارة وحصارها، وكان ابن المعافا معسكرا في نجد بني حمزة، وكانوا يرمون بالزبرطان، وكان هذا الخادم من أهل حبور.
وروي أنه من بني النهاري من بني السودة يخدم في الريح، وكان يضرب في طاسته وهي معلقة في رقبته، ويفرح برمي الزبرطان ويشيع البشارة لأصحابه والاستهزاء بأصحاب الإمام عليه السلام فبينما هو كذلك إذ رمي صاحب الزبرطان فانقض الزبرطان وطارت منه قطعة وقعت في رجل الخادم[ورمت بها علوة رمية] فمات من ساعته، وصار إلى سخط الله ولعنته.
صفحة ٢٧٥