الباب الرابع عشر
في الباقلانيين، أي الفوّالين
ينبغي أن يعرف عليهم عريفًا ثقة عارفًا بمعيشتهم، ويأمره أن يمنعهم من عمل الباقلاء المسوس، بل يكون جيدًا طيبًا، منقى من القديم، وهو يزيد في تنبته مثله، وكذلك الحمص السالم من التسوس قبل بله وقبل سلقه [ينظف] من الطين والحجارة، ولا يخلط ما بقي من أمسه مسلوقًا في حمص يومه، ويؤمرون أن ينشروا عليه الملح المطحون، والكمون الأبيض بعد بيعه؛ ليدفع مضاره، ويفتقد مكاييلهم فإنهم يأخذون قطعة خشب يحفرونها مكيالًا، فيكون مثاله طول شبر، والمحفور من داخلها أربعة أصابع فيغتر الناس بسعتها وطولها، ولا يعلمون ما المقدار المحفور منها، وهذا تدليس ظاهر لا يخفى.
وكذلك الترمس المسلوق، لا يسلق إلا بعد إقامته في الماء ثلاثة أيام لتزول مرارته، ويجاد سلقه، ويذر أيضًا عليه بعد بيعه الكمون المدقوق بالملح، وكذلك الباقلاء؛ ليعين على هضمه لفرط ثقله. ويتعاهد موازينهم، وصنجهم، ومكاييلهم، فإن صنجهم قد تتكاثف عليها الأوساخ، ومكاييلهم قد يصبوا فيها الجبس في أسفلها، أو خبز الفجل حتى تنقص، فيعتبر عليهم ذلك في سائر الأوقات.
وربما كان معهم أقداح صغار ليس لها عيار، يدعون أنهم يكتالون بها للصغار، وهي مما لا يقع عليها مقدار ولا تحديد، فيمنعون، من ذلك وتكسر، ومن شأنهم أن يكون عندهم ثلاثة أقداح، فلا يترك ذلك عندهم أصلًا، ولا ثلث درهم، ولا ثلث رطل أصلًا، جملة كافية.
* * *
الباب الخامس عشر
في السماكين والسمك
ينبغي أن يعرف عليهم عريفًا عارفًا بمعيشتهم، ويأمره أن يعتبر عليهم، فقد يموت السمك في الماء لفرط البرد وشدته، فيقذفه الأمواج إلى الشطوط، فيأخذونه في جملة ما
1 / 314