ثم قرأ (شرح جمع الجوامع)(1) للسبكي وحاشيته لابن أبي شريف وكثيرا من شرح ابن فرشته على (المنار) (2) في أصول الحنفية وهو كتاب نفيس جدا، واشتمل على تحقيق باهر. رأيت بخط شيخنا الوجيه أنه قرأه مرات ب(مكة).
وكثيرها -يمثل مؤلفه- المسألة الأصولية بمسائل فقهية، تبتني على تلك المسألة، فيحصل بذلك ملكة للناظر في الأشباه والنظائر، ورأيت-للأسنوي- كتابا سلك فيه نحو هذا المسلك؛ إلا أنه في التحقيق لم يكن مثله. ثم شرع بعد ذلك في الفقه بعد أن حفظ (الأزهار) فقرأ على والده في الفقه قراءة عظيمة، على صفة عجيبة ما سمعت عن أحد أنه قراءه كذلك، وهي: أنه يقرأ المعشر (3) على والده في (شرح الأزهار) أولا ثم يقرر المذهب وقواعد المسائل في (الوابل المغزار) (4) وفي شرح الفتح لابن حميد (5) ثم يقرأه ثانيا في (البحر الزخار) (6) وحاشيته (المنار) للمقبلي(7) ؛ ثم يقرأه ثالثا في (ضوء النهار)(8) ، وحاشيته (المنحة ) لشيخ شيوخنا البدر الأمير(9)، ثم يكتب المولى الوجيه حاشيته على الضوء نفيسة، وكل هذا في موقف واحد من وقت الشروق إلى الغداة.
[مقروآت المؤلف على صاحب الترجمة]
صفحة ٦٨