ثم أخذ شيخنا البرهان على والده في (شرح الرضي) قراءة أخرى مع مراجعة (المنهل الصافي)(1) ومطولات كتب (فيمن) النحو [8-أ]، وأخذ صاحب الترجمة شيخنا البرهان، في علم الصرف (2) فقرأ (شرح الجاربردي)(3) على (الشافية) بعد حفظه لأكثر المتن غيبا، وكان يستكمل (4) (شرح الرضي على الشافية)، و(المناهل) وكان شيخنا يقول: إن كل واحد من هذه الثلاثة الشروح (5) لا تغني عن الأخرين؛ لأن في (شرح الرضي) فوائد ليست في (شرح الجاربردي)، وفي (شرح الجاربردي) [6أ-ج] ((فوائد جليلة ليست في (شرح الرضي) ))(6) ، كما يظهر في كلام الجاربردي (7) في الديباجة، فإنه قال: إنه لم يقف على شرح للشافية، فكأنه لم يصل إليه شرح الرضي لتباعد البلدان، وإن كان زمن (8) الرضي، والجاربردي متقارب، ((فالرضي كان قد فرغ من شرحه على الكافية سنة (686ه) ))(9) والجاربردي توفي سنة (746ه). ومما يظهر به عدم اطلاعه عليه أنه تكلم في شرح (تفاعل في بحث الماضي بوهم قد رده الرضي) فلو أطلع عليه لم يتكلم به، وفي (شرح الرضي) توهيم الزمخشري في تصغير الخحماسي والجاربردي تبع برده الزمخشري، ولم يرد على الرضي كلامه هذا، وأما (المناهل)، فإنما اختصر مؤلفها رحمه الله فيها (الرضي)، وأصلح ما فيه من الأوهام، ومما نظمه نضمه المولي الوجيه، عند قراءة ولده البرهان عليه في شرح الجاربردي قوله:
بين لنا مسألة دمت لنا مؤيدا ... ما اسم يكون جمعه كلفظه إن أفرد
واسم إذا ثنيته كان كجمعه ابتداء
صفحة ٦٠