اعلم أن هناك قاعدة عامة يتفق عليها أهل الإسلام وهي: أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من الأشياء كما قال عز وجل: {ليس كمثله شيء} [الشورى:11]، وقال: {هل تعلم له سميا(65)} [مريم]، أي شبيها، وقال: {قل هو الله أحد(1)الله الصمد(2)لم يلد ولم يولد(3)ولم يكن له كفوا أحد(4)} [الإخلاص].
فإذا تقرر ذلك وكان مجمعا عليه بين كافة فرق الإسلام، ثم أتى في بعض الآيات ما يوهم مناقضة هذا الأصل ويوهم التشبيه لله بخلقه وجب أن ننظر في هذه الآيات بتمعن، وأن نعرف أن لها معنى صحيحا غير ظاهرها الموهم للتشبيه.
لأنه لو لم يكن لها إلا هذا المعنى الموهم للتشبيه المخالف للمحكم لكان قد وقع الاختلاف والبطلان في كلام الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يقول: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} [فصلت:42]، ويقول: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا(82)} [النساء].
فلا بد أن يكون لهذه الآيات المتشابهة أكثر من معنى، فنحملها على المعنى الذي يتوافق مع المحكم، ومع تنزيه الله عز وجل وعظمته دون المعنى المقتضي للتشبيه لله سبحانه بخلقه، ومخالفة المحكم، وأدلة العقول.
فلنبدأ بذكر عقيدة أهل البيت عليهم السلام ثم عقيدة هؤلاء المتسمين بالسلفية أو بأهل السنة،
ثم نستعرض الآيات المتشابهة التي يتمسك بها هؤلاء ونبين معانيها المتوافقة مع المحكم ومع الحق الذي عليه أهل البيت عليهم السلام
صفحة ٣٥