وقد تزيد العرب كلمة وهي لا تريدها، كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشورى:11]، في أحد التأويلين بزيادة الكاف، أي ليس مثله شيء.
وكما قال تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء} [الحديد:29]، وإنما المعنى: ليعلم أهل الكتاب.
فهذه بعض الأساليب التي استعملتها العرب في لغتها، ونزل بها الذكر الحكيم، وإنما أتي هؤلاء المشبهون من جهة جهلهم بلغة العرب لغة القرآن، وعدم رسوخ أقدامهم في معرفتها.
أو من جهة التعصب للأسلاف والمشائخ، كما ترى بعض المحققين من المتسمين بأهل السنة إذا تكلم عن آية من آيات القرآن التي لا تتعلق بعقائدهم تراه يفسرها على مقتضى اللغة العربية، ويبين المجاز فيها والكناية والتشبيه بأحسن بيان وأوضح برهان.
وإذا تكلم في آية تمس بمبادئهم وعقائدهم تلعثم ورطن، وكأنه لا
يعرف شيئا عن اللغة العربية؛ فنسأل الله الثبات والاستقامة، وعدم التعصب مع الباطل.
[التفسير الصحيح للمتشابه من القرآن]
ولنبدأ فيما هو المقصود؛ فنقول:
صفحة ٣٤