الذين أمننا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من
الضلال إذا تمسكنا بهم حين يقول: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))(1).
[عقيدة أهل البيت (ع)]
فنقول: مذهب أهل البيت عليهم السلام أن الله ليس بذي مكان، ولا يحتاج إلى مكان، وهو خالق الزمان والمكان، قد كان الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق الزمان والمكان مستغنيا عن المكان،فكذلك يكون تعالى بعد خلقه الزمان والمكان لا في مكان، ولا يمر عليه زمان، ولا يحويه قطر، ولا تناله العقول ولا تتوهمه، ولا تحده بحدود أو تتصوره بتصوير؛ لأن ذلك إنما يجوز في حق المخلوق ولا يجوز في حق الخالق عز وجل.
وأن الله ليس بذي أجزاء ولا أعضاء؛ فليس له وجه ولا يد ولا فم ولا رجل ولا قدم، ولا شيء من الأعضاء التي تكون للمخلوق؛ لأنها صفات الإنسان الضعيف التي خلقه الله عليها، وليس يجب كما توهمت المشبهة أنه إذا خلق الله الإنسان على صفة فلا بد أن يكون الله عليها.
صفحة ٣٦