للفرس كسرى وللروم القياصر وال ... حبش النجاشيئ، والأتراك خاقان وصاحب صقلية وإفريقية من بلاد المغرب قبل ظهور الإسلام كان يدعى جرجير وصاحب الأندلس كان يدعى لذريق، وهذا كان اسم سائر ملوك الأندلس، وقد قيل: إنهم كانوا من الأشبان، وهم أمة من ولد يافث بن نوح، دثرت هنالك، والأشهر عند من سكن الأندلس من المسلمين أن لذريق كان من ملوك الأندلس الجلالقة، وهم نوع من الإفرنجة، وآخر لذريق الذي كان بالأندلس قتله طارق مولى موسى بن نصير حين افتتح بلاد الأندلس ودخل إلى مدينة طليطلة وكانت قصبة الأندلس، ودار مملكتهم، ويشقها نهر عظيم يدعى تاجة يخرج من بلاد الجلالقة والوشكند، وهي أمة عظيمة لهم ملوك، وهم حرب لأهل الأندلس كالجلالقة والإفرنجة، وبصب هذا النهر في البحر الرومي، وهو موصوف بأنه من أنهار العالم، وعليه على بعد من طليطلة مدينة طلبيرة، ثم قنطرة عظيمة تدعى قنطرة السيف بنتها الملوك السالفة، وهي من البنيان المذكور الموصوف وإنها أعجب عقودا من قنطرة سنجة من الثغر الخزري مما يلي سميساط من بلاد سرجة، ومدينة طليطلة ذات منعة عليها أسوار منيعة، وأهلها بعد أن فتحت وصارت لبني أمية قد كانوا عصوا على الأمويين، فأقامت مدة سنين ممتنعة، لاسبيل للأمويين إليها، فلما كان بعد الخمس عشرة وثلثمائة فتحها عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي وعبد الرحمن هذا هو صاحب الأندلس في هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، وقد كان غير كثيرا من بنيان هذه المدينة حين افتتحها، وصارت دار مملكة الأندلس قرطبة إلى هذا الوقت، ومن قرطبة إلى مدينة طليطلة نحو من سبع مراحل، ومن قرطبة إلى البحر مسيرة نحو من ثلاثة أيام، ولهم على يوم ساحل البحر مدينة يقال لها إشبيلية، وبلاد الأندلس يكون مسيرة عمائرها ومدنها نحوا من شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحو من أربعين مدينة، وتدعى بنوأمية بها ببني الخلائف، ولا يخاطبون بالخلفاء؛لأن الخلافة لا يستحقها عندهم إلا من كان مالكأ للحرمين، غير أنه يخاطب بأمير المؤمنين.
بنو أمية بالأندلس
صفحة ٦٧