بل صرخت بالأسئلة: لماذا تتركنا، تتخلى عنا؟ سألتني العاصفة، السحب، الغزلان، الغابة والشجر، النهر، النبع الصافي والسنبلة الذهبية: من أخذك منا؟
شمخات :
وماذا قلت لهم؟
إنكيدو :
أنت، أنت الليل، البحر، النجم، الموج. عرفت جنون البحر، وعانقت الموج على جسدك. لفحتني الريح بأنفاسك، ورأيت النجم المتلألئ في عينيك، وتخفيت بكهف الشجر المنسكب على كتفك. وتعانقنا، وتماوجنا، وتفجرنا ريحا وبروقا، حبا وبكاء ووعودا، وسطعنا نجمين وحلقنا طيرين. ننام كظلين، ونتناجى كعشيقين حنونين، وطفلين بريئين، أو نتصارع وحشين عبوسين، ثم نصير ربيعين، وعصفورين صغيرين.
شمخات :
مهلا! مهلا! أنا المرأة الضعيفة أفعل كل هذا؟
إنكيدو :
بل أنت امرأة من عاصفة، من لهب، من غيم ممطر. أنت الفجر أذبت فيه ليل طبيعتي الموحشة، والبحر أطفأت فيه براكيني وأشعلتها.
شمخات (ضاحكة) :
صفحة غير معروفة