هو الذي طغى: محاكمة جلجاميش: في عشر لوحات درامية

عبد الغفار مكاوي ت. 1434 هجري
169

هو الذي طغى: محاكمة جلجاميش: في عشر لوحات درامية

تصانيف

عشتار (لنفسها) :

إلهي وأبي آنو! من أدراه بهذا كله؟

جلجاميش (مندفعا) :

تموز، عشيق صباك، قضيت عليه بالبكاء عاما بعد عام.

9

أحببت طائر الشقراق الملون ثم ضربته وكسرت جناحه، وها هو الآن ينادي في الغابات: كابي! كابي! جناحي! جناحي! لما أحببت الأسد المكتمل القوة حفرت له من الحفر سبعا وسبعا. وعندما عشقت الحصان قدرت عليه السوط والمهماز، وحكمت عليه بأن يجري سبع ساعات مضاعفة، وأن يشرب من الماء العكر، وجعلت النواح من نصيب أمه سيليلى! أحببت راعي القطيع الذي ما انفك يعد لك الكعك على نار الفحم ويذبح لك جديا كل يوم، لكنك ضربته ومسخته ذئبا، وها هم صبيته من الرعاة يلاحقونه، وكلابه تعض ساقيه. وعشقت إيشولانو بستاني نخل أبيك، الذي أراح يجلب لك السلال المملوءة بالبلح ويزين مائدتك كل يوم، رميته بلحظك وسعيت إليه قائلة: أي إيشولانو، دعنا نستمتع بفحولتك! مد يدك والمس جسدنا! لكن إيشولانو رد عليك بقوله: ماذا تريدين مني؟ ألم تخبز لي أمي؟ ألم آكل طعامي حتى آكل خبزي الآن ممزوجا بالشتائم واللعنات، وأتغطى بالعشب الجاف لأتقي البرد؟ وعندما سمعت منه هذا القول ضربته وحولته إلى مخلوق تعس.

10

لو أحببتني، ألن يكون حظي منك كحظ هؤلاء؟ (تتفجر عشتار غيظا، ثم تضع يدها على فمها وتنصرف باكية.)

الراوية :

لم تكد عشتار تسمع هذا الكلام حتى صعدت غاضبة إلى السماء. مضت إلى أبيها آنو إله السماء وكبير مجمع الآلهة، وانهمرت دموعها أمامه وأمام أمها الآلهة آنتوم.

صفحة غير معروفة