============================================================
رع العبادات ( حتاب العلم وفي الجملة لا ينبغي أن يفتح لهم باب البحث، فإنه يخبط عليهم العقائد، ويبطل عليهم المعايش.
الوظيفة الثامنة: أن يكون المعلم عاملا بعلمه، لا يكذب قوله بفعله(1)، لأن العلم يدرك بالبصائر، والعمل بالأبصار، وأرباب الأبصار أكثر، فإذا خالف العمل العلم منع الرشد، وكل من تناول شيئا وقال للناس: لا تتناولوه فإنه سم مهلك، سخر الناس به، واتهموه، وزاد حرضهم على ما منع منه، فيقولون: لولا أنه أطيب الأشياء وألذها ما كان يستأثر به، قال الله عز وجل: أتامرون الناس بألبر وتنسون أنفسكم} [البقرة: 44] .
ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قال: قصم ظهري رجلان: عالم متهتك، وجاهل متنسك، فالجاهل يغر الناس بتنسكه، والعالم ينفرهم بتهتكه.
وقال الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم(2) () في الأصل: "فعله".
(2) البيت لأبي الأسود الدؤلي على الأرجح، وهو في "ديوانه": 404، و"خزانة الأدب" 3/ 18، ولشرح الشذوره: 31، وينسب البيت أيضا للأخطل، والسابق البربري، والظرماح كما في "خزانة الأدب"، وينسب للمتوكل الليثي كما في "العقد الفريده 2/ 311، ولحسان بن ثابت كما في "شرح آبيات سيبويهه 188/2.
صفحة ٦٥