اال بتم اللها الجمزال تقديه في مكتبتنا الإسلامية كتث عديدة يعتز بها المسلمون، ويفخرون أنهم قدموا للانسانية أنواعا من المعارف تميزوا بها عن سائر الأمم، وذلك ككتاب "الرسالة" للامام الشافعي، في علم الأصول، وكتاب "الموافقات" للإمام الشاطبي في مقاصد الشريعة، و"مقدمة" ابن خلدون في علم الاجتماع، وغير ذلك من المؤلفات في سائر المجالات.
ل ومن هذه الكتب التي تشكل معالم هامة في تاريخ العلوم الإنسانية كتاب "إحياء علوم الدين" للامام المجدد حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى، هذا الكتاب الذي يعد من أعظم الكتب في مجال تزكية النفوس وتهذيبها، من خلال كشفت أمراضها وعللها، ووصف أدويتها وشبل علاجها، فقد سلط الغزاي فيه الضوء على أعماق النفس الإنسانية، وما ئلم بها من أمراض، وما يعشش فيها من آفات، وما يطوف بها من خواطر، وما يعصف بها من وساوس، وما يعتريها من المهلكات، ويذكر بتفصيل دقيق كيف تتسرب هذه الأخطار إلى منحنيات النفس،
صفحة ١
============================================================
وكيف تستقر فيها وتتمكن منها، وما تحدث فيها من خلل واضطراب، وما يتبع ذلك من اختلال في السلوك الشخصي، وفي الحياة الاجتماعية، والعلاقات الإنسانية، ثم يذكر الغزالي بعد ذلك السبيل إلى معالجة هاتيك الآفات، والطريق إلى اجتثاثها واستئصالها، ويصف الدواء الناجع للتخلص منها ومحو آثارها السيئة، ويفصل القول في المنجيات من تلك المهلكات، لترقى نفس المؤمن إلى مقام النفس المطمئنة ويغدو قلبه ذلك القلب السليم النقي الصالح، وإذا صلح قلب المرء صلح جسده كله، وصلحت حياته كلها، وصفت صلته بخالقه سبحانه وتعالى، وصار قلبه مرآة صافية للأنوار الإلهية، ومهبطا للنفحات الربانية، ويغدو إنسانا حرا قد انعتق من كل ما يعكر عليه صفو حياته، ويضيق عليه سعة صدره ورحابة عيشه، وانفتحت له أبواب السعادة الحقة والحياة الحقة، ويوم القيامة يتبوأ الدرجات العلى، ويتقلب في النعيم المقيم، ذلك لأن صلاح القلب وتزكية النفس هما سبيل نجاة المرء يوم القيامة، كما أشار إليه ربنا سبحانه وتعالى بقوله: يؤم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلر سلير .
وقد كان كتاب "الإحياء موضع تقدير العلسماء والباحثين وإعجابهم، ومحل عنايتهم واهتمامهم، فمن شارح له، أو مختصر، أو مخرج لأحاديثه، وكان من بين هؤلاء المعجبين به الإمام الحافظ المفسر شيخ الإسلام أبو الفرح ابن الجوزي، وقد لمس أهمية الكتاب، ورأى إقبال المريدين على قراءته، وعكوفهم على مطالعته، غير أنه أخذ عليه ما أودعه الإمام الغزالي فيه من أحاديث لا تثبت، أو روايات لا أصل لها،
صفحة ٢
============================================================
وذلك لعدم اشتغاله بعلوم الحديث، وما أورده فيه من حكايات غريبة، ذكر فيها ما جرى لبعض الصالحين من أحوال خاصة، وما أتوه من مجاهدات ورياضات غالوا فيها، فنأت بهم عن حد الاعتدال الشرعي، ومن ثم لم تعد صالحة لأن تذكر في مقام القدوة، إذ فيها مجافاة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه لمريدي الآخرة أن يوغلوا في الدين برفق، وأن يأخذوا من الأعمال ما يطيقون، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "والقصد القصد تبلغوا".
وإدراكا من ابن الجوزي لأهمية كتاب "الإحياء" وإشفاقا منه على محبيه أن يأخذوا بكل ما فيه، عكف على الكتاب يهذبه وينقيه مما يزيغ بقارئه عن القصد، أو يجاوز به الحد، وسمى تأليفه هذا "منهاج القاصدين"، للإشارة إلى أنه التزم فيه القصد النبوي، والمنهج الوسطي، وأبان في مقدمته للكتاب ما الذي حدا به إلى هذا العمل ودفعه إلى هذا التأليف، وذكر ما الذي حذفه منه، وما الذي زاده فيه، مع تعليل ذلك كله، وإن فاتته أشياء لم يتنبه لها أو لم ينبه عليها(1).
وقد بقي هذا الكتاب "منهاج القاصدين" إلى زماننا هذا بعيدا عن أعين الباحثين، محجوبا في تضاعيف ما تركه علماؤنا من تراثهم العظيم، إلى أن يسر الله تعالى العثور على نسخ خطية منه، وضعت بين يدي الأستاذ كامل الخراط وهو الذي عمل في مجال تحقيق التراث مدة طويلة من الزمن، وكانت لديه رغبة قوية في تحقيق الكتاب، فقام بتحقيقه، بغية اصداره ووضعه بين أيدي الناس، لينتفعوا مما فيه من علم بديع، وآدب رفيع.
(1) وقد نبه على بعض ما فات الإمام ابن الجوزي محقق الكتاب في مقدمته له.
صفحة ٣
============================================================
واتبع الأستاذ كامل في إخراجه بهذه الحلة القشيية ما اصطلح عليه الباحثون في منهج تحقيق المخطوطات من توثيق النص وضبطه، وشرح غريبه، والتعريف بالأعلام الواردة فيه، وعزو ما فيه من الآيات الكريمة إلى موضعها من كتاب الله عز وجل، وتخريج ما فيه من الأحاديث الشريفة، إلى غير ذلك مما هو معروف عند أهل الصنعة، وبذل في ذلك جهدا طيبأ مشكورا، فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء، ونفع الأمة بهذا الكتاب، ورجعها إلى جادة الحق والصواب.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزگها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها وكتبه حمد نعيم عرقسوسى دمشق 23/ ذي الحجة/1430ه 2009/12/10م
صفحة ٤
============================================================
(0) 10 وما توفيقي إلا بالله عليه توكلث وإليه أنيب الحمد لله منبه الراقدين في غفلاتهم بمرعجات الإيقاظ، ومنزه التائبين من هفواتهم بملاطفات الوغاظ، ومحدث العارفين في خلواتهم لا بالكلمات والألفاظ، ومحذر الزاهدين شوب(1) شهواتهم حتى قذفوا على الظلماء يسير اللماظ (2)، وغضوا عن غض المشتهى أبصار المنى، واستوثقوا من اللحاظ (3)، وقاموا إلى محاربة الهوى قيام الليث العبوس الحرب(4) المغتاظ، وحفظوا ما استحفظوا فحفظوا، وإنما الحفظ للحفاظ: أحمده حمدا كثيرا فائت العدد، دائم الإلظاظ(5)، وأصلي وأسلم على نبيه محمد، الذي أعجز الفصحاء بما جاء به، فنسي قسن(2) يوم عكاظ (1)، وعلى (1) الشوب: الخلط والشوبة: الخديعة. القاموس (شوب).
(2) اللماظ: جمع لمظة، وهي النكتة من البياض.
(3) اللحاظ: مؤخر العين، والجمع لحظ: 4) يقال: رجل حرب، أي: شديد الحرب شجاع.
(5) الالظاظ: لزوم الشيء والمثابرة عليه، والقعل: ألظ، أي: لازم ودام، وفي الحديث: "ألظوا بياذا الجلال والإكرام".
(2) هو قس بن ساعدة الايادي، خطيب العرب وحكيمهم، معمر من أهل الفترة. أدركه رسول الله قبل البعثة. توفي نحو سنة 10 قبل البعثة. الإصابة 1/5، والأعلام 5/ 196.
(7) عكاظ: سوق بين نغلة والطائف، كانت تقوم هلال ذي القعدة، وتستمر عشرين يوما، تجتمع فيها قبائل العرب، فيتعاكظون، أي: يتفاخرون ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر.
صفحة ٥
============================================================
ب شا متهاج القاصدين وشفيد الصادهين آله(1) وأصحابه أهل اليقين والثقى والاستيقاظ، وعلى أزواجه المبرآت من قول كل جغظري (2) جواظ(2)، صلاة أتقي بها يوم البعث حر لظى وشواظ (4) نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ .
أما بعد: فإني رأيتك ايها المريد الصادق، الحازم العازم، قد وطنت نفسك على التخلي عن فضول الدنيا الشاغلة، وصممت على الانقطاع إلى الآخرة، علما منك أن مخالطة الخلق توجب التخليط، وإهمال المحاسبة للنفس أصل التفريط، وأن العمر إن لم يستدرك أدركه(5) الفوث، وأن مراحل الأنفاس تسرع بالراكب إلى منزل الموت.
فنظرت، أي أنيس من الكتب تستصحبه في خلوتك؟ وتستنطقه في حال صمتك؟ فإذا أنت تؤثر كتاب "إحياء علوم الدين"(1)، وتغلم انفراده عن جنسه، ونفاسته في نفسه، فأخبريك أن العلم مستند العمل، والمستند ينبغي أن يكون وثيقا.
وفي كتاب (الإحياء) آفاث لا يعلمها إلا العلماء، وأقلها الأحاديث الباطلة الموضوعة، والموقوفة، وقد جعلها مرفوعة(1)، وإنما نقلها كما اقتراها(2)، لا آنه افتراها فلا ينبغي التعبذ بحديث موضوع، ولا اغترار بلفظ مصنوع.
(1) سقطت من الأصل، واستدركت من المختصر.
(2) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر الجافي عن الموعظة، البطر الكفور. اللسان (جعظ): (3) الجواظ: الضخم الغليظ، المتكبر المختال، الكثير الكلام والجلبة في الشر، الفاجر الشرير الضجر البطر. اللسان (جوظ) .
4) الشواظ: لهب لا دخان فيه. اللسان (شوظ).
(5) في الأصل: "أدرك"، والمثبت من "المختصر".
() هو تأليف العلامة حجة الإسلام، أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، وكتابه (الإحياء) أصل هذا الكتاب الذي بين أيدينا، كما هو مبين في المقدمة.
(7) الحديث الموقوف هو: ما روي عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوالهم أو أفعالهم، والحديث المرفوع هو: ما أضيف إلى رسول الله (إرشاد طلاب الحقاثق) ص75.
(8) اقتراها: أي نقلها قراءة كما رويت.
صفحة ٦
============================================================
2) مة الؤلف وكيف أرتضي لك أن تصلي صلوات الأيام ولياليها، التي حكاها عن الرسول وسطرها، وليس فيها كلمة قالها رسول الله} ولا ذكرها؟
وكيف أوثر أن يطرق سمعك من كلام المتصوفة، الذي جمعه، وتدب إلى العمل به ما لا حاصل له، ولا عند الشريعة منه خبر؟ وكأنه شريعة ابتداها القوم، مثل الكلام في الفناء والبقاء، والأمر بشدة الجوع، والتقلل الخارج عن المعهود، والخروج إلى السياحة لا في حاجة، ودخول الفلاة بغير زاد، إلى غير ذلك مما قد كشفت عن غواره (1) في كتابي المسمى ب لاتلبيس إيليس"(2).
فقلت لي : قد أوحشتني من هذا الكتاب(3) بعد أنسي. فقلت: إنما أردث لك ما أردث لنفسي، وسأكثبه لك في كتاب لا يخل بفوائده، ويخلو عن مفاسده، أعتمذ فيه من المنقول الأصخ والأشهر، ومن المعنى الأثبت والأجود، وأحذث ما يصلح حذفه، وأزيد ما يصلح أن يزاد، ولا أطيل بما لا طائل فيه، شحا عليك وعلى أمثالك، أن يتشاغلوا بفاسي، ويحملوا في مفاوز(4) المخاطرة المتاع الكاسد، وقد جاء في الأخبار الصحيحة: "الدين النصيحة"(5).
فصل (في المحذوف من كتاب الإحياء] وريما رأيتني أقصر في بعض الأبواب والفصول، وأحذف كثيرا من الأخبار (1) العواد: بضم العين وفتحها: العيث. القاموس واللسان: (عور).
(2) كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزي، طبعاته كثيرة، منها نشر المكتب الثقافي، وأخرى نشر المكتب الإسلامي. ينظر "مؤلفات ابن الجوزي": ص112.
(3) يعني: كتاب "إحياء علوم الدين".
4) المفاوز: جمع مفازة، وهي: المنجاة والمهلكة، والفلاة لا ماء بها، وهي من الأضداد، القاموس واللسان: (فوز).
5) أخرجه مسلم (55) (96)، وأبو داود (4944)، والنسائي في المجتبى 7/ 156- 7 واحمد (16940)، وعلقه البخاري في صحيحه كما في الفتح 1/ 137. من حديث تميم الداري رضي الله عنه
صفحة ٧
============================================================
2 متهاج القاصدين وشفيد الصادقين والآثار، فلا تظنن ذلك مني سهوا، بل عمدا؛ لأني لم أترك ذلك إلا لآفة في المتروك، فربما كانت الأحاديث لا تثبت، والآثار لا تصح، وربما قلث فائدتها، وربما تكون قد سبقث، فاعرف ذلك.
فصل (في تصنيف كتاب بأغلاط الإحياء] ولما خفت أن تتوق(1) إلى ذلك الكتاب لمكان ألفك له، أفردت في كتاب (2) ذكر غيون غيوبه، وأوردث هنالك بعض زلاته، لتغلم علة نهيي، وتكتفي عن ثمده(2) بنفيي() وإنما لم أذكز أغلاطه ها هنا لئلا يتكدر قلب قد شرعنا في تضفيته، أو يتأذى بالتخليط سقيم قد رآينا أول عافيته: فصل (في ذكر السبب الباعث على حذف اكثر الأسانيد] وقد كنت أوثر أن لا أذكر منقولا إلا بإسناده، غير أني رأيت الإطالة سببا للملل، فحذفت اكثر الأسانيد ، ولم أر حذف الكل، لأن الإسناد أقوى للأسناد.
فصل [في بيان أهمية العلم لإصلاح النفس والتحذير من أهل الأهواء] وإذ قد صح عزمك على العزلة لاستيفاء حق الحق من النفس، والأخذ على يدها، فليكن وكيلك عليها العلم، وكن باحثا عن دفائن هواها لعلك تسلم، واحذر (1) تاق إليه توقا، أي: اشتاق. القاموس واللسان (تاق).
(2) يريد المصنف كتابه: "إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء"، ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" 24/1، وإسماعيل البغدادي في لاهدية العارفين" 5/ 521، وابن رجب في "الذيل على طبقات الحنابلةه 1/ 416- 421، وانظر لامؤلفات ابن الجوزي" ص94 .
اليفد: الماء القليل، لا مادة له. القاموس واللسان: (ثمد).
النهي: بكسر النون وفتحها: الغدير. القاموس واللسان: (نهى).
صفحة ٨
============================================================
2 مة المؤلف سبيل أحد رجلين: عالم عرف الجدال في الفقه، فاقتنع برئاسته، أو نال القضاء نسعى في حفظ منزلته، أو زخرف المواعظ فضيق أعين شبكته. أو زاهد يتقلب برأيه الفاسد في جهالته، ويتقرب بتقبيل يده واعتاد بركته، ويعمل بهواه دون شرع الله وسنته، فهذان عادلان عن (1) منهج الصواب، مقتنعان بقشور الأعمال عن خالص اللباب، خادعان للمبتدئين بلامع السراب، وطريقهما بمعزل عن سنن(2) السلف الصالح، الذي هو جادة الاستقامة، ولقم(3) السلامة، وسأدرج لك في هذا الكتاب - إن شاء الله - من أخبارهم(4)، ما يذلك على آثارهم.
وكتابنا هذا يحتاج إليه المنتهي، كما يفتقر إليه المبتدي، لأن فيه أسرار العبادات، والتحذير(5) من آفات المعاملات، وقد أتيئك به على ترتيب كتاب الإحياء، لعلمي بإيثارك ذلك الترتيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
(اوسميث كتابي هذا: "منهاج القاصدين ومفيد الصادقين"، وأسأل الله سبحانه وتعالى آن ينفعنا به، ومن قرأه، أو سمعه، أو نظر فيه، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يختم لنا بخير، ويوفقنا لما يرضيه من القول والعمل والنية، وأن يسامحنا في تقصيرنا وتفريطنا، ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقه، فإنه حسبتا ونغم الوكيل().
(1) في الأصل: "على"، والمثبت من المختصر.
(2) السنن: المنهج والطريقة . القاموس واللسان: (سنن).
(3) اللقم: معظم الطريق ووسطه ومتنه. القاموس واللسان: (لقم).
(4) في الأصل: "آثارهم "، والمثبت من المختصر.
5) في الأصل: لايحذر"، والمثبت من المختصر.
(6-1) سقط من الأصل، وأثبت من المختصر.
صفحة ٩
============================================================
( منهاج القاصدين وشغيد الصادقين باب بياو وضح الطتاب هذا الكتاب مقسوم أربعة أرباع: الأول: ربع العبادات، والثاني: ربع العادات، والثالث: ربع المهلكات، والرابع: ربع المنجيات.
فأما ربع العبادات، فيشتمل على عشرة كتب: 1- كتاب العلم. 2- كتاب قواعد العقائد. 3- كتاب أسرار الطهارة.) كتاب أسرار الصلاة. 5- كتاب أسرار الزكاة. 6- كتاب أسرار الصوم. 7- كتاب أسرار الحج. كتاب تلاوة القرآن. 9 - كتاب الأذكار والدعوات. 10- كتاب الأوراد في الأوقات.
وأما ربع العادات، فيشتماع على عشرة كتب: - كتاب آداب الأكل. 2- كتاب آداب النكاح. 3- كتاب أحكام الكسب. 4 كتاب الحلال والحرام. 5- كتاب آداب الصحبة والمعاشرة مع الخلق. 6- كتاب العزلة. 7- كتاب آداب السفر. لكتاب السماع والوجد. 9- كتاب الأمر بالمعروف. 10- كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة.
وأما ربع المهلكات، فيشتمل على عشرة كتب: - كتاب سر عجائب القلب. 2- كتاب رياضة النفس 3- كتاب آفة الشهوتين، البطن والفرج. 4 كتاب آفات اللسان. 5- كتاب آفة الغضب والحقد والحسد. 6- كتاب ذم الدنيا. 7- كتاب ذم المال والبخل. 8 كتاب ذم الجاء والرياء. 9- كتاب ذم الكبر والعخجب. 10- كتاب الغرور.
وأما ريع المنجيات، فيشتمل على عشرة كتب:
صفحة ١٠
============================================================
بكا اللد بات بيان وضع التاب - كتاب التوبة. 2- كتاب الصبر والشكر. 3 كتاب الخوف والرجاء.4 كتاب الفقر والزهد. 5- كتاب التوحيد والتوكل. 6- كتاب المحبة والشوق والرضا.
7- كتاب النية والصدق والإخلاص. 8-كتاب المراقبة والمحاسبة. 9- كتاب التفكر. 10- كتاب ذكر الموت.
فنذكر في كل كتاب خفايا آدابه، ودقائق سننه، وأسرار معانيه، والله الموفق.
صفحة ١١
============================================================
صفحة ١٢
============================================================
بع الصبادات
صفحة ١٣
============================================================
الل
صفحة ١٤
============================================================
كتاب العلهم اه وفيه سبعة أبواب: الباب الأول في فضيلة العلم والتعلم والتعليم فضيلة العلم: أما فضل العلم، فقد دل عليه القرآن والسنة والمعقول.
أما القرآن، فقوله تعالى: { شهد الله أنه لا إلله إلا هو والملليكة وأولوا العلر) [آل عمران: 18]. فبدأ بنفسه، ثم ثنى بملائكته، ثم تلث بأهل العلم، وناهيك (1) بهذا شرفا. وقال تعالى: { يرفع الله الزين ء امثوا منكم والذين أوتوا العلمر درحت [المجادلة: 11].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "للعلماء درجاث فوق المؤمنين بسبعمية درجة، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمئة عام"(2) . وقال تعالى: هل يستوى الزين يعلمون وألزين لا يعلمود} [الزمر: 9]، وقال سبحانه: { إنما يخشى الله من عباده العلكؤا} [فاطر: 28]، وقال عز وجل: وما يعقلها إلا العلمون} [العنكبوت: 43] .
(1) ناهيك: أي حسبك ويكفيك.
(2) أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 22، من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ: "فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة". وإسناده ضعيف.
صفحة ١٥
============================================================
(7) منهاج القاصدين وشفيد الصادقين وأما السنة: فأخبرنا هبة الله بن محمد ابن الحصين، قال : أخبرنا الحسن بن علي ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: حدتي أبي، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر، قال حدثنا يزيد بن الأصم، قال: سمعث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه روى عن النبي أنه قال : "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" أخرجاه في الصحيحين (1) .
أخبرتا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثتا هيئم بن خارجة، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي حفص، حدثه أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله: "إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة"(2). أبو حفص اسمه: غمر بن مهاجر الأنصاري (3).
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال: حدثنا أبو بكر الغورجي وأبو عامر الأزدي، قالا: أخبرنا الجراحي، قال: أخبرنا المحبوبي، قال: حدثنا الثرمذي، قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سلمة بن رجاء، قال: حدثنا الوليد بن جميل، قال: حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: ذكر لرسول الله رجلان، أحذهما عابد، والآخر عالم، فقال رسول الله: "فضل العالم على العابد كفضلي على أذناكم"(4).
(1) اخرجه البخاري (71)، (3116)، (7312)، ومسلم (1037).
(2) إسناده ضعيف جدا، أخرجه أحمد في المسند في الأمثال (51)، والخطيب في الفقيه والمتفقه 70/2.
(3) ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" مرتين؛ الترجمة (739) و(1642) ولم يذكر فيه شيئا . وقال الهيثمي في "مجمع الزوائده 1/ 121: مجهول.
(4) اخرجه الترمذي (2685)، والطبراني في الكبير (7911) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"، والخطيب البغدادي في تاريخه 8/ 107
صفحة ١٦
============================================================
17 1 ربيع العبادات / الباب الأول. في فضيلة العلم والتعلم وقد روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي، أنه قال : "يوزن مدا3(1) العلماء مع دم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء"(2).
وروى أبو الذرداء رضي الله عنه عن النبي، أنه قال : "فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما(3) ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر"(4) .
وروى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي أنه قال : "من تعلم بابا من العلم فعمل به، او علمه جاهلا يعمل به، كان خيرا له من أن لو كانت الدنيا ما بين المشرق والمغرب له ذهبة حمراء، فأنفقها في سبيل الله عز وجل"(5).
ذكر الآثار في فضل العلم أخبرنا عبد الله بن علي المقرئ، قال: أخبرنا حمزة بن محمد الزبيري، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله، أبو القاسم الحرفي، قال: حدثثا حبيب بن الحسن بن داود القزاز، قال: حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، قال: حدثنا ضرار بن صرد، قال: حدثنا عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن (1) اليداد: الحبر (2) أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهيةه: (85) وقال: لا يصح، ويروى عن ابن غمر، وابن غمرو، وعمران بن حصين، وأنس، وآبي الدرداء، ولا يخلو إسناد واحد منهم من كذاب أو وضاع أو متروك. وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 17 وقال : متنه موضوع، وتبعه ابن حجر في "لسان الميزان" 5/ 125 ونقل عن شيخه في 5/ 226 قوله: إنه كذب. ويروى عن الحسن البصري من كلامه كما في "المقاصد الحسنة": (1005).
(3) سقطت من الأصل.
(4) أخرجه أبو داود (3641) و(3642)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (239) وأحمد (21715)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 37.
(5) لم أجده بلفظه، لكن أخرج ابن ماجه (219) من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ : "ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم، غيل به أو لم يعمل، خير من أن تصلي ألف ركعة". وإسناده ضعيف. وأخرج الخطيب في (الفقيه والمتفقه) 1/ 16 نحوه موقوفا على آبي هريرة بإسناد حن، وآخر من كلام الحسن البصري باسناد صحيح
صفحة ١٧
============================================================
(0) 18 1 منهاج القاصدين وشفيد الصادقين عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد التخعي، قال: أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبان (1)، فلما أصحرنا (2) جلس، ثم تنفس الصعداء(3)، ثم قال: يا كميل بن زياد، القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة : عالم رياني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج(4) رعاع(5) أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق: العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، المال تنقضه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق (6)، وصنيعة المال تزول بزواله، ومحبة العالم دين يدان به، تعسبه الطاعة في حياته، وجميل الأخدوثة بعد موته، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه.
مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أغيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب مؤجودة، هاه. إن هاهنا - وأشار بيده إلى صذره - علما، لو أصبت له حملة، بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بنعم الله على عباده، وبحججه على كتابه، أو منقادا لأفل الحق، لا بصيرة له في أحنائه (7)، ينقدح الشك في قلبه بأؤل عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك، (1) الجبان والجيانة: المقبرة والصحراء. القاموس: (جبن).
(2) كذا في لاتهذيب الكمال" و"حلية الأولياء"، وفي الأصل: (أصحر). يقال: أصحر القوم، إذا برزوا في الصحراء. القاموس واللسان: (صحر): (3) ليست في الأصل، بل زيدت من العقد الفريد ونهج البلاغة ص594، يقال: تنفس الصعداء: إذا تنفس تنفسا طويلا أو بتولجع. القاموس واللسان: (صعد).
4) الهمج: الحمقى والهمل الذين لا نظام لهم ولا مروءة ولا عقل، وأراذل الناس. اللسان: همج).
(5) الرعاع: الأحداث الأوغاد من الناس وسقاظهم وسفلتهم. اللسان: (رعع) (6) في الأصل: "والعلم "، والمثبت من "الإحياء" ولنهج البلاغة".
(7) أحنائه: جوانبه وأطرافه، مفردها: حنو. اللسان: (حنو):
صفحة ١٨
============================================================
19 1 ربع العبادات ( الباب الأول، في فضيلة العلم والتعلم فمنهوم باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والادخار، (اليسا من رعاة الدين في شيء(1)، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بمؤت خامليه.
اللهم بلى! لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، (2) إما ظاهرا مشهورا، أو خائفا مغمورا2)، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم ذا... وأين أولئك؟
أولئك والله (3) الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قذرا، بهم يخفظ الله تعالى حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرغوها في قلوب آشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، (4 وباشروا روح اليقين4)، فاشتلانوا ما استؤعر منه المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواخها معلقة بالمحل الأعلى.
يا كميل، أولئك خلفاء الله في أوضه، والدعاة إلى دينه، هاه هاه، شؤقا إلى رويتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم (15.
وقال علي رضي الله عنه : إن العالم أغظم أخرا من الصائم القائم، الغازي في (1) سبيل الله، وإذا مات العالم اثثلمت في الإسلام ثلمة(1)، لا يسدها شيء إلى يوم القيامة(12.
(1-1) سقط من الأصل، واستدرك من "الحلية" و"العقد الفريده. ولتهذيب الكمال": (2-2) سقط من الأصل، واستدرك من "الحليةه و"العقد الفريد".
(3) ليست في الأصل.
(4-4) سقط من الأصل، واستدرك من "الحلية" و"العقد الفريد" 5) إسناده تالف، كميل بن زياد من المفرطين في علي رضي الله عنه يروي عنه المعضل؟4؟
ويضع فيه الموضوعات، والأثر في "حلية الأولياء" 1/ 79، ولتهذيب الكمال" 6/ 76، 177، ولاتذكرة الحفاظ" 1/ 11، و"العقد الفريده 2/ 211، ولتاريخ بغداد" 6/ 379.
و"الفقيه والمتفقه" 5/1، و"التدوين" للقزويني 3/ 208.
(6) الثلمة: الفرجة والكسر في الحائط والبناء وغيره "اللسان": (ثلم).
() أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (350) بتمامه، بإسناد ضعيف معضل، يرويه محمد بن سلام الجمحي المولود سنة *واه عن علي رضي الله عنه المتوفى
صفحة ١٩
============================================================
20) منهاج القاصدين وشفيد الصادقين وأخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال: أخبرنا علي بن محمد ابن لؤلؤ، قال: أخبرنا حمزة بن محمد الكاتب، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: أخبرنا خارجة بن مصعب، عن داود بن آبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: والله لعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابي(1). وقد روي مرفوعا، ولا يصخ رفعة(2).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: تذاكر العلم بعض ليلة أحث إلي من إحيائها(3).
وقال مجاهذ في قوله تعالى: وأؤلى الأت منك [النساء: 59] قال: أولو العلم .
وفي رواية عنه: هم الفقهاء والعلما؟(4).
وكذلك روى أبو زرعة عن الإمام أحمد - رحمه الله - في قوله تعالى: وأولى سنة 0)ه وابن سلام لا يكتب حديثه (ميزان الاعتدال) 3/ 567- 568. ويروى مرفوعا، ولا يصح. وأخرجه أحمد في "الزهد" ص321، والدارمي (333)، عن الحسن البصري قال: كانوا يقولون: إذا مات العالم... فذكره، ولم يسم الذين كانوا يقولون.
لكن أخرجه البيهقي في لشعب الإيمان": (1719) عن الحسن البصري قال : قال ابن مسعود... فذكره موقوفا. ولا يعرف للحسن البصري سماع من ابن مسعود.
(1) إسناده تالف ساقط، أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية": (193) والبيهقي في شعب الايمان (1713) و(1716)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 18.
(2) ووي مرفوعا عن ابن عباس، أخرجه الترمذي (2681)، وابن ماجه (222)، والبيهقي في (شعب الايمان) (1715)، وابن الجوزي في (العلل المتناهية) (192)، كلهم من طريق روح بن جناح. قال البيهقي: تفرد به روح وروح هذا حديثه منكر جدا، واتهمه ابن حبان يالوضع، وقال أبو سعيد النقاش: يروي عن مجاهد أحاديث موضوعة، "تهذيب التهذيب" 3/ 292 293.
3) ذكره ابن عبد البر في لاجامع بيان العلم وفضله": 24 4) اخرجه الطبري في تفسيره: 7/ 179، وسعيد بن منصور في سننه (253) وأبو خيثمة في العلم (62) ومن طريقه تمام في الفوائد (1335- الروض البسام)، وأبو نعيم في الحلية 3/ 92 والخطيب في الفقيه والمتفقه (93، 94)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور 2/ 176 إلى عبد بن خميد.
صفحة ٢٠