============================================================
ثم من شرط التوبة : ألا يتعمد ذنبا ، فأما إن وقع منه بسهو أو خطأ.. فهو معفؤ عنه بفضل الله تعالى ، وهاذا هين على من وفقه الله تعالى: فإن قلت : إنما يمنعني من التوبة أني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب ولا أثبت على التوبة ؛ فلا فائدة في ذلك .
فاعلم : أن هذا من غرور الشيطان، ومن أين لك هلذا العلم؟ فعسى أن تموت تائبا قبل أن تعود إلى الدنب .
وأما الخوف من العود : فعليك العزم والصدق في ذلك وعليه الإتمام، فإن أتم.. فذاك من فضله، وإن لم يتم.. فقد غفرت ذنوبك الشالفة كلها، وتخلصت منها وتطهرت ، وليس عليك إلآ هلذا الذنب الذي أحدثته الآن ، وهذا هو الربح العظيم ، والفائدة العظيمة الكبيرة، ولا يمنعك خوف العود عن التوبة؛ فإنك من التوبة أبدا بين إحدى الحسنيين (1) ، والله تعالى ولي التوفيق والهداية، فهذه هذه وأما الخروج عن الذنوب والتخلص منها : فاعلم أن الذنوب في الجملة ثلاثة أقسام: أحدها: ترك واجبات الله سبحانه وتعالى عليك؛ من صلاة، أو صوم ، أو زكاة، أو كفارة، أو غيرها، فتقضي ما أمكنك منها .
والثاني : ذنوب بينك وبين الله سبحانه وتعالى؛ كشرب الخمر، وضرب المزامير، واكل الربا، ونحو ذلك، فتندم على ذلك ، وتوطن قلبك على ترك العود إلى مثلها أبدا والثالث : ذنوث بينك وبين العباد ، وهذا أشكل وأصعب ، وهي أقسام : قد تكون في المال ، وفي النفس ، وفي العرض ، وفي الخرمة، وفي الدين: فما كان في المال : فيجب أن ترده عليه إن أمكنك، فإن عجزت عن ذلك
صفحة ٥٨