============================================================
الزبانية، ولسع حيات كأعناق البخت، وعقارب كالبغال، خلقت من التار في دار الغضب والبوار ؟! نعوذ بالله من سخطه وعذابه.
فإذا واظبت على هذه الأذكار، وعاودتها آناء الليل وأطراف النهار.. فإنها ستحملك على التوبة النصوح من الدنوب ، والله الموفق بفضله.
فإن قيل : أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الندم توبة "(1) ، ولم يذكز مما ذكرتم من شرائطها وشددتم شيئا؟
يقال له : اعلم أولا : أن الندم غير مقدور للعبد ، الا ترى أنه تقع الندامة عن أمور في قلبه وهو يريد الا يكون ذلك ، والتوبة مقدورة للعبد مأمور بها ؟
ثم إنا قد علمنا أنه لو ندم على الدنوب لما ذهب بذلك جاهه بين الناس، أو ماله في النفقة فيها (2) .. فإن ذلك لا يكون توية بلا ريب ، فعلمت بذلك أن في الخبر معنى لم تفهئه من ظاهرة ، وهو أن الندم لتعظيم الله سبحانه وتعالى وخوف عقابه مما يبعث على التوبة النصوح، فإن ذلك من صفات التائبين وحالهم ، فإنه إذا ذكر الأذكار الثلاثة التي هي مقدمات التوبة .. يندم ، وحملته الندامةآ على ترك اختيار الدنب، وتبقى ندامته في قلبه في المستقبل، فتحمله على الابتهال والتضروع، فلما كان ذلك من أسباب التوبة وصفات التائب. . سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم التوبة ، فافهم ذلك موفقا إن شاء الله تعالى: فإن قلت : كيف يمكن الإنسان أن يصير بحيث لا يقع منه ذنت ألبتة من صغير أو كبير؟ كيف وأنبياء الله صلوات الله عليهم الذين هم أشرف خلق الله سبحانه وتعالى قد اختلف فيهم أهل العلم : هل نالوا هذذه الدرجة أم لا؟
فاعلم : أن هلذا أمر ممكن غير مستحيل ، ثم هو هين ، وألله تعالى يختص برحمته من يشاء
صفحة ٥٧