للإصلاح واستئصال الشرك والوثنية تلك الإرادة المتمثلة في الحسين وصحبه ، والإرادة الثانية الشريرة الهادفة للفساد وسفك الدماء واستعباد الصلحاء والاحرار واعادة الجاهلية بكل أشكالها ومعالمها كما كان يمثلها حفيد ابي سفيان وآكلة الأكباد.
لقد وقف الحسين وقفته العظيمة التي حيرت العقول بما فيها من معاني البطولات والتضحيات التي لم يحدث التاريخ بمثلها في سبيل العقيدة والمبدأ وحرية الإنسان وكرامته فردا أمام جولة جبارة تخضع لنفوذ ملك ظالم جبار يحتل الصدارة في قائمة الطغاة والسفاحين والمجرمين في كل أرض وزمان.
لقد وقف الحسين وقفته الخالدة التي كانت ولا تزال مصادرا من أوفر المصادر حظا بكل معاني الخير والفضيلة والمثل العليا رافضا الخنوع والاستكانة لحكم ذلك الذئب الكاسر المتمثل في هيكل انسان يسميه الناس يزيدا ، وقدم دمه ودماء ذويه واخوته وأنصاره قربانا لله وللدين ليبقى حيا ما دامت الإنسانية تحتضن الإجيال على مدى العصور وبقي الحسين خالدا خلود الدهر بدفاعه عن كرامة الإنسان وحريته وعقيدته وبمواقفه التي أعلن فيها ان كرامة الإنسان فوق ميول الحاكمين ولا سبيل لأحد عليها.
وذهب يزيد ومن على شاكلته من الحاكمين في متاهات الفناء ، والتاريخ تتبعهم لعنات الإجيال إلى قيام يوم الدين.
عش في زمانك ما استطعت نبيلا
واترك حديثك للرواة جميلا
صفحة ٢٩