بين هجرة الرسول وهجرة الحسين
هجرتان من اجل الإسلام ورسالة الإسلام ، الأولى منهما كانت فرارا من الموت الذي استهدف رسالة محمد بشخصه ، وقد نفذها الرسول الأعظم بأمر من ربه ليتابع رسالته وينقذها من مشركي مكة وجبابرة قريش كأبي سفيان وأمثاله والثانية قام بها سبطه الحسين بن علي عليه السلام ولكنها كانت للشهادة بعد أن ادرك ان الاخطار المحدقة برسالة جده لا يمكن تفاديها وتجاوزها إلا بشهادة.
لقد هاجر رسول الله من مكة إلى يثرب لأجل رسالته بعد أن تآمرت قريش على قتله لتتخلص منها ، لأن بقاءها ونتشارها مرهون بحياته ، وبعد أن وجدت ان جميع وسائل العنف التي استعملتها معه على اختلاف اصنافها وأنواعها خلال ثلاثة عشر عاما لم تغير من موقفه شيئا كما لم تجدها جميع الاغراءات والعروض السخية ، وكان رده الأخير على عروض ابي سفيان وأبي جهل ومغرياتهما ، والله لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر أو أموت دونه.
صفحة ٣١