(سنة احدى وستين)
لقد كانت سنة أحدى وستين مسرحا لصراع عنيف بين ارادتين ووقف التاريخ مذهولا بين تلك الإرادتين ارادة الخير وإرادة الشر تمثلت الأولى في شخصية عظيمة خرجت من بيت علي وفاطمة أضفت عليها القداسة هالة من الأشعاع كأنه اشعاع الفجر المنبلج في كبد الظلام ، وتمثلت الثانية ارادة الشر في رجل أقل ما يقال فيه انه كان ربيب الشرك والجاهلية وحفيدا لأبي سفيان وزوجته هند آكلة الأكباد.
والأول هو الإمام الحسين سبط الرسول الأعظم وشبل علي بن أبي طالب عليه السلام ذلك الإمام العظيم والبطل الخالد.
لقد كان الحسين فرعا لشجرة التوحيد الممتدة جذورها الطيبة الزكية لهاشم سيد العرب في زمانه ويزيد شوكة من حسك نابت في تربة سبخة من أرض موات أنبتت اخبث شجرة كان بنو أمية من نتاجها ، ولقد عكست واقعة الطف الدامية التي شهدت مأساتها أرض كربلاء أثر كلا الجانبين بل أثر تلك الإرادتين الإرادة الخيرة الهادفة
صفحة ٢٨