خاتمة الكتاب
فإذا وفق الله تعالى العبد لما ذكر من استعمال التقوى والتلبس بالآداب الشرعية؛ وتطهر الباطن عن التعلقات : فلا بد أيضا من الانفراد وقطع الشواغل المفرقة؛ وإن لم يتعلق القلب بها، وجمع الهمة والعكوف على صدق الطلب والتوجه إلى قبلة القلوب المذكورة أولا وإن أمكن الجمع بين التوجه إلى قبلة الطائفين بالظاهر وإلى قبلة الباطن بالباطن: كان أكمل، ولا بد من مفارقة الإخوان البطالين؛ والأقران الغافلين ، الذين لا يساعدونه على حقيقة الإسلام والدين.
واعلم أن هذا المعنى كالعروس المفتنة بحسنها وجمالها ؛ الممتنعة على خطابها، تطلب عاشقا صادقا في حبها، يبذل في طلبها مهجته، ويحلو عنده المرارات في طلبها، وتهون عليه المشقات في طلب الوصول إليها ، كما قيل : (من عرف ما يطلب : هان عليه ما يبذل).
صفحة ٧٨