خليلي قطاع الفيافي إلى الحمى كشير وأما الواصلون قليل تروم وصالا من سليمى ولم تجد بنفسك هل نال الوصال بخيل وقال آخر: عمن تسائل من في الدار من رجل بزينب بات مشغولا عن الشغل قد جرحته الصبا مما يكابدها ليلا وقد تقممته نسمة الأصل ومن عرف هذا المعنى : تحقق أن هذا السر لا يفتح غالبا إلا على القلوب الطاهرة والقصود الصادقة والهمم المحترقة ؛ المتخلية عما سوى مطلوبها.
وهيهات أن يحصل لها بعض مطلوبها ، وكيف بأهل القلوب الملوثة والأسرار المقيدة المعانقة لأجزاء الكون بالإرادة والتعشق ? إن هذا منهم بعيد !
ومن رزقه الله تعالى هذه الهمة العلية والتخلي عما سوى مراده والتعرض التام لبواديه ونفحاته أيضا عليه شرط آخر : وهو القصد من السير، فبعض الصادقين من الطالبين لحدة عزمه وفرط غرامه: يتعدى الأمور المشروعة ؛ ويتحمل من المشقات ما لا يطيق بل على المريد أن يتعلم السنة ليستفيد منها معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعرفة آدابه وأخلاقه، ويمر السنة على نفسه قولا وفعلا، ويقتصر على ذلك بلا غلو ولا انحراف.
صفحة ٧٩