فالطرق كلهَا الا طَريقَة مسدودة والقلوب باسرها الا قُلُوب اتِّبَاعه المنقادة اليه عَن الله محبوسة مصدودة فَحق على من كَانَ فِي سَعَادَة نَفسه ساعيا وَكَانَ قلبه حَيا عَن الله واعيا ان يَجْعَل على هذَيْن الاصلين مدَار اقواله واعماله وان يصيرهما اخبيته الَّتِي اليها مفزعة فِي حَيَاته وطاء لَهُ فَلَا جرم كَانَ وضع هَذَا الْكتاب مؤسسا على هَاتين القاعدتين ومقصوده التَّعْرِيف بشرف هذَيْن الاصلين وسميته مِفْتَاح دَار السَّعَادَة ومنشور ولَايَة اهل الْعلم والارادة إِذْ كَانَ هَذَا من بعض النزل والتحف الَّتِي فتح الله بهَا على حِين انقطاعي اليه عِنْد بَيته والقائي نَفسِي بِبَابِهِ مِسْكينا ذليلا وَتعرض لنفحاته فِي بَيته وَحَوله بكرَة واصيلا فَمَا خَابَ من انْزِلْ بِهِ حَوَائِجه وعلق بِهِ آماله واصبح بِبَابِهِ مُقيما وبحماه نزيلا وَلما كَانَ الْعلم امام الارادة ومقدما عَلَيْهَا ومفصلا لَهَا ومرشدا لَهَا قدمنَا الْكَلَام عَلَيْهِ على الْكَلَام على الْمحبَّة ثمَّ نتبعه ان شَاءَ الله بعد الْفَرَاغ مِنْهُ كتابا فِي الْكَلَام على الْمحبَّة واقسامها واحكامها وفوائدها وثمراتها واسبابها وموانعها وَمَا يقويها وَمَا يضعفها وَالِاسْتِدْلَال بِسَائِر طرق الادلة من النَّقْل وَالْعقل والفطرة وَالْقِيَاس وَالِاعْتِبَار والذوق والوجد على تعلقهَا بالاله الْحق الَّذِي لَا إِلَه غَيره بل لَا يَنْبَغِي ان تكون إِلَّا لَهُ وَمن اجله وَالرَّدّ على من انكر ذَلِك وتبيين فَسَاد قَوْله عقلا ونقلا وفطرة وَقِيَاسًا وذوقا ووجدا فَهَذَا مَضْمُون هَذِه التُّحْفَة وَهَذِه عرائس مَعَانِيهَا الان تجلى عَلَيْك وخود ابكارها البديعة الْجمال ترفل فِي حللها وَهِي تزف اليك فاما شمس منازلها بِسَعْد الاسعد وَأما خود تزف الى ضَرِير مقْعد فاختر لنَفسك احدى الخطتين وانزلها فِيمَا شِئْت من المنزلتين وَلَا بُد لكل نعْمَة من حَاسِد وَلكُل حق من جَاحد ومعاند هَذَا وَإِنَّمَا اودع من الْمعَانِي والنفائس رهن عِنْد متأمله ومطالعه لَهُ غنمه وعَلى مُؤَلفه غرمه وَله ثَمَرَته ومنفعته ولصاحبه كُله ومشقته مَعَ تعرضه لطعن الطاعنين والاعتراض المناقشين وَهَذِه بضاعته المزجاة وعقله المدود يعرض على عقول الْعَالمين وإلقائه نَفسه وَعرضه بَين مخالب الحاسدين وانياب الْبُغَاة الْمُعْتَدِينَ فلك ايها الْقَارئ صَفوه ولمؤلفه كدره وَهُوَ الَّذِي تجشم غراسه وتعبه وَلَك ثمره وَهَا هُوَ قد استهدف لسهام الراشقين واستعذر الى الله من الزلل وَالْخَطَأ ثمَّ الى عباده الْمُؤمنِينَ اللَّهُمَّ فعياذا بك مِمَّن قصر فِي الْعلم وَالدّين بَاعه وطالت فِي الْجَهْل وآذى عِبَادك ذراعه فَهُوَ لجهله يرى الاحسان اساءة وَالسّنة بِدعَة وَالْعرْف نكرا ولظلمه يجزى بِالْحَسَنَة سَيِّئَة كَامِلَة وبالسيئة الْوَاحِدَة عشرا قد اتخذ بطر الْحق وغمط النَّاس سلما الى مَا يُحِبهُ من الْبَاطِل ويرضاه وَلَا يعرف من الْمَعْرُوف وَلَا يُنكر من الْمُنكر الا مَا وَافق إِرَادَته اَوْ حَالف هَوَاهُ يستطيل على اولياء الرَّسُول وَحزبه باصغريه ويجالس اهل الغي والجهالة ويزاحمهم بركبتيه قد ارتوى من مَاء آجن ونضلع واستشرف الى مَرَاتِب
1 / 47