لأن المعارف عنده نظرية لاضرورية يعني فإذا لم تكن المعرفة ضرورية حاصلة من جهته تعالى ولامنا لعدم قدرتنا على شبهها وعليها فقد أقر بالجهل الذي هو الجهل اللغوي وهو عدم العلم بالله تعالى لا الجهل الاصطلاحي إذ ليس يلزم فيمن لم يعلم أن يحصل له اعتقاد جهل فإن اعتقد اعتقادا مطابقا فليس يعلم لاعترافه بعدم حصول العلم منا إذ لانقدر عليه ولامنه تعالى إذ لايجيز المعرفة الضرورية.
فإن قيل: إن الرازي إنما يمنع عن أن يخلق الله فينا العم ابتداء وعن أن نفعله نحن فأما أن يخلق الله تعالى فينا نظراص يولد العلم فلم يمنع منه فلا يكون كلامه إقرارا بالجهل به تعالى.
قلنا: إذا منع حصول العلم الضروري فهو عام لما حصل فينا لامن قبلنا وسواء كان مبتدأ او مسببا. واعلم أنه إذا منع كون المعارف ضرورية فإنما أراد بالضروري ما يفعله الله ابتداء وحصل فيه حقيقة الضروري ولم يكن حاصلاص بقدرة العبد وإن كانت موجبة عنده والفاعل هو الله في الحقيقة وإذا نفى القدرة على النظر والمعرفة فلعله يريد قدرة الإحداث لاقدرة الاكتساب على قواعدهم في الأفعال ولاكلام أن الرازي على ..... في العلم ومعرفته كان كثير التخبط لايحترز عن المناقضات ولاتقهقر عن المهاوي والمتالف.
قوله: مع أنه إنما يبطل النظر بالنظر هذا وجه آخر في إبطال قول الرازي وتقريره أن يقال له: هل علمت عدم القدرة على النظر والعلم بالضرورة بغير صحيح إذن لشاركناك في ذلك أو علمت ذلك بالنظر فقد أبطلت ما ذكرت من أن النظر والعلم غير مقدورين لنا.
فصل
قوله: ومعرفة الله تعالى مما يجب على العاقل في كل حال إلا في حال السهو.
صفحة ١٧٦