العار، وهذه العادة كانت - فى واقع الأمر - فى قبائل معينة ولا تمثل
نظرة العرب كلهم إلى المرأة، لأنها كانت عندهم محل اعتزاز وتقدير
بصفة عامة.
الحياة الدينية:
عرفت بلاد العرب التوحيد قبل الإسلام بزمن طويل، فقد نزلت فيها
رسالات سماوية، كرسالة «هود» - عليه السلام - فى جنوبى شرقى
الجزيرة العربية، ورسالة «صالح» - عليه السلام - فى شماليها
الغربى، كما عرفوا التوحيد من رسالة «إسماعيل» -عليه السلام -،
ولكن بمرور الزمن نسوا هذه الرسالات، وتحولوا إلى الوثنية وعبادة
الأصنام، وأصبح لهم آلهة كثيرة مثل: «هبل» و «اللات» و «العزى».
وعلى الرغم من انتشار عبادة الأصنام انتشارا واسعا فى بلاد العرب،
فإن هناك ما يدل على أنهم لم يكونوا يعتقدون اعتقادا حقيقيا
فيها، فيحكى القرآن الكريم على لسانهم قولهم: {ما نعبدهم إلا
ليقربونا إلى الله زلفى}.الزمر:3].
وكان منهم من رفض عبادة الأصنام رفضا قاطعا، وهم الذين سموا
بالحنفاء، كورقة بن نوفل، و «زيد بن عمرو بن نفيل»، و «عثمان بن
الحويرث»، و «عبيد الله بن جحش»، و «قس بن ساعدة الإيادى»،
وهؤلاء لم تقبل أذهانهم عبادة الأصنام، فاعتنق بعضهم المسيحية،
وترقب بعضهم الآخر ظهور الدين الحق.
وإذا كانت الوثنية قد سادت بلاد العرب، فإن اليهودية والمسيحية
عرفت طريقها إليها فتركزت المسيحية فى «نجران» التى كانت
وقتئذ من أرض «اليمن»، فى حين استقرت اليهودية شمال «الحجاز»،
فى «يثرب» و «خيبر»، و «وادى القرى» و «تيماء».
ومن العجيب أن اليهودية والنصرانية لم تنتشرا على نطاق واسع فى
بلاد العرب، ولعل ذلك راجع إلى أن اليهودية تعد ديانة مغلقة،
فأهلها كانوا يعتبرونها ديانة خاصة بهم، فلم يدعوا أحدا إليها، ولم
يرحبوا باعتناق غيرهم لها، أما المسيحية، فعلى الرغم من أنها
ديانة تبشيرية، وأهلها يرغبون فى نشرها فى العالم فإنه يبدو
صفحة ٥