موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
واستدلوا بأدلة كثيرة أوردها وناقشها الخطابي والغزالي (^١)، ومنها:
١. ما أمر الله ﷾ به من الاجتماع، وما نفي عنه من الافتراق وحذر منه، فقال تعالى ذكره:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (^٢).
٢. وقوله تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ (^٣)، ووجه الاستدلال حصول المنة من الله لرسوله بالتأليف بين قلوب المؤمنين، ولا يكون التأليف إلا مع الخلطة والاجتماع.
٣. واحتجوا أيضا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ (^٤).
وأجاب الغزالي (^٥) عن استدلالهم بقوله: (امتن على الناس بالسبب المؤلف وهذا ضعيف؛ لأن المراد به تفرق الآراء واختلاف المذاهب في معاني كتاب الله وأصول الشريعة. والمراد بالألفة: نزغ
(^١) العزلة: ٥٣ - ٦٠، الإحياء: ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٥. (^٢) سورة آل عمران: ١٠٣. (^٣) سورة الأنفال: ٦٣. (^٤) سورة آل عمران: ١٠٥. (^٥) الإحياء: ٢/ ٢٤٤.
1 / 47