41

موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

الناشر

دار الحضارة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

تصانيف

الجهاد، وذلك لا يدل على أن ترك الجهاد أفضل. وفي مخالطة الناس بمجاهدة ومقاساة، ولذلك قال ﷺ: «الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» (^١) (^٢). ٦. وبقوله ﷺ: «إن الله يحب العبد التقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ» (^٣). ومعنى الخفي على ما ذكره النووي ﵀: (الحامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه، وذكر. ﵀. أن في هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط، وفي المسألة خلاف .... ومن قال بالتفضيل للاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها) (^٤). القول الثاني: وإليه ذهب أكثر التابعين، سعيد بن المسيب والشعبي وابن عيينة وابن المبارك والشافعي وأحمد وجماعة، وهو قول الجمهور (^٥) بأن الخلطة أفضل من العزلة.

(^١) من حديث ابن عمر، سيأتي تخريجه ص ٢٣. (^٢) الإحياء: ٢/ ٢٤٧ (^٣) أخرجه مسلم في الزهد باب الزهد والرقائق: (٤/ ٢٢٧٧) رقم ٢٩٦٥. (^٤) شرح النووي على مسلم: ١٨/ ١٠٠ - ١٠١. (^٥) ينظر: الإحياء: ٢/ ٢٤٢، مختصر منهاج القاصدين: ١١٠.

1 / 46