( قوله وبالذي أنزله الرحمن) معطوف على قوله بهم جميعا يجب الإيمان أي ويجب الإيمان بالذي أنزله الرحمن من الكتب السماوية إلى أنبيائه عموما وبالقرآن خصوصا، وهي مائة كتاب وأربعة كتب كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه خمسون منها على شيث وثلاثون على إدريس، وعشرة على إبراهيم، وعشرة على موسى قبل التوراة والأربعة هي التوراة على موسى، والزبور على داود، والإنجيل على عيسى والفرقان على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ناسخ لكتابتها وتلاوتها وبعض أحكامها وهو أفضلها أيضا ويليه التوراة فالإنجيل فالزبور وهو كلام عربي والتوراة عبراني، والإنجيل رومي، والزبور سرياني، كذا قيل ونزلت صحف إبراهيم لثلاث مضين من رمضان وقيل في أول ليلة منه ونزلت التوراة لست مضين منه ونزل الإنجيل لثلاث عشرة مضين منه، والزبور لثماني عشرة مضين منه، وكلها أنزلت إلى أنبيائها دفعة واحدة والقرآن في الرابعة والعشرين منه في ليلة القدر، أنزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا واللوح المحفوظ: هو درة بيضاء طولها مسير خمسمائة عام وعرضها كذلك، وقيل جبهة ملك ثم نزل بعد ذلك منجما على حسب المصالح، ثم إنزاله بعشر سنين بمكة وعشر بطيبة وقيل بثلاث عشرة سنة بمكة وعشر بطيبة قال القطب رحمه الله تعالى: وكل الكتب عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح المحفوظ أو عنه أو عن ملائكة بالنسخ من اللوح أو عن جبريل عن اللوح أقوال ا. ه.
(قوله وهو كلام) أي المنزل من عند الله تعالى إلى أنبيائه كلام مركب من حروف ومعان مختلفة عباراته باختلاف لغات أنبيائه ((وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه))([1]) ((ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ))([2]).
صفحة ٥٠