============================================================
فكما تقول : مررت بفرس مقيد الأوابد ، فتضيف لكف التنوين ، كذلك قالوا : بمنجرد قيد الأوابد . وكذلك قولهم : مررت بناقة عبر الهواجر (1) .
وانتصاب اسم الله في "عمرك الله) بالمصدر على أنه مفعول به، عول فيه بعد أن أضيف إلى الفاعل، كقوله ولؤلا رفاع الله الناس) (2). والدليل على ذلك أنه لا يخلو من أن يكون منتصبا عما ذكرناه من المصدر المحذوف زيادثه، أو منتصبا عنه على آنه على ما هو عليه من غير تقدير الزيادة وإرادتها فيه. فلا يجوز الوجه الثاني بدلالة أن الأسماء المعارف لا تنتصب عن ( الأسماء المضافة (321 التي لا تكون مصادر ، فإذا فسد هذا ثبت الوجه الأول .
والمعنى في عمرك الله : عمرتك الله(2) تعميرك إياه، أي : عمرتك الله تعميرا مثل تعميرك إياه نفسك، فالمصدر مضاف الى الفاعل، والاسمان الآخران مفعول بهما، وحذف الكلام واختصر لكثرة استعمالهم إياه إذا أريد بر المخاطب بذلك وملاطفته (4) والتقرب منه، كما حذف : ما رأيت كاليوم رجلا(6)، وقوله (6) : "فبها ونعمت" ، ونحو ذلك .
(1) الكتاب 1: 424 والبغداديات ص 176 وسر الصناعة ص 458، عبر الهواجر : عابرة للهواجر، والهواجر : جمع الهاجرة، وهي نصف النهار وقت اشتداد الحر (2) البقرة : 251. وهذه قراءة نافع، وعاصم في رواية عبد الوهاب عن أبان عنه . وقرا بقية السبعة (دفع الله) . السبعة ص 187 والحجة 2: 352 .
(3) عمرتك الله : ليس في س (4) س : بر المخاطب في ملاطفته بذلك: (5) الكتاب 2: 293. والمعنى : ما رأيت رجلا كرجل رأيثه اليوم ، أو أراه.
(6) الذي في النسختين : وقولهم . والأولى ما أثبته لأن هذا جزء من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من توضا يوم الجمعة فبها ونغمت ، ومن اغتسل فالغل أفضل) : أخرجه الترمذي في كتاب الجمعة ( باب في الوضوء يوم الجمعة21 : 369، الحديث 497، والنسائي ، وغيرهما والتقدير : فبالرخصة أخذ، ونعمت رخصة الوضوء.
صفحة ٥٥