============================================================
وقال {وجعلوا له من عياده جزها} (1). فقال بعض أهل التأويل : هو بمنزلة قوله ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إنائا}(2)، وعلى ذلك ويخوا في نحو قوله أصطفى البنات على البنين} (3) ، وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرخمن مثلا ظل وجهه مسودا(4)، وحكوا (5) : أجزأت المرأة : إذا وكدت الإناث دون الذكور.
وقال آخرون: {وجعلوا له من عباده جزها} أي : نصيبا (1)، والجزء واحد الأجزاء ، وكأنهم جعلوه بنزلة قوله وجعلوا لله مما ذرا من الحرث والأنعام نصسبا) (0).
فالتقدير على هذا القول الثاني : وجعلوا له من مال عباده نصيبا، وذلك ما كانوا يتخذونه من السائبة والبحيرة، وحذف المضاف . وعلى القول الأول الكلام على ظاهره ، لا يقدر فيه حذف .
(1) سورة الزخرف: 15.
(2) سورة الزخرف : 19 . فالجزء هنا بمعنى البنات. تفسير الماوردي 3 : 530 والبحر المحيط 10:8 ، ولم يتسباه . وأنكر الزمخشري جيء الجزء في العريية بمعنى الإناث ، وزعم أنه من بدع التفاسير، وأن الشعر الذي فيه "أجزأت المرأة" مصنوع. الكشاف 3: 481 .
(3) سورة الصافات : 153.
(4) سورة الزخرف: 17.
5) س: وحكي: (6) قاله مجاهد كما في البحر المحيط 8: 10 ، وقطرب كما في تفسير الماوردي 3 : 530.
(7) سورة الأنعام : 136.
صفحة ٥٠