============================================================
جاء بك(1). وجاز وقوع (فعلت) بعد (إلا) في هذا الموضع من حيث كان دالا على مصدره، فكأنه قال : ما أسأل إلا فعلك، كما أن ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر(2) : وقالوا : ما تشاء؟ فقلت : ألهو إلى الإصباح آثر ذي اثير وقع الفعل فيه موقع المصدر لدلالة كل واحد منهما على صاحبه، فكأنه قال في جواب : ماتشاء : اللهو، كما أنه حيث قال : إلا فعلت ، فكأنه قال : الا فعلك ، وإذا كانوا قد قالوا : شر أهر ذا ناب ، فاريد معنى النفي ، فإن معنى النفي في (3) قولهم " نشدتك الله إلا فعلت" أبين لقوة الدلالة على النفي بدخول (إلا) كدلالتها عليه في قولهم : ليس الطيب إلا المسك (4) ، ألا ترى أنه لما كان المعنى النفي جاز دخول ( إلا) في قول أبي الحسن بين الابتداء والخبر وإن لم يجز "زيد إلا منطلق" لما كان عاريا من معنى النفي . ومثل ذلك في الحمل على معنى النفي قوله (5) : وايما يدافع عن أخسايهم أنا أو مثلي ففصل الضمير حيث كان المعنى : ما ئدافع إلا أنا، ولولا هذا المعنى لم يستقم ؛ لأنك لا تقول : يقوم (6) أنا ، فكما أن المعنى "لا يدافع إلا أنا" كذلك (1) الكتاب 1 : 329. وهو في معنى : ما جاء بك الا شيء: (2) س : الآخر. وهو عروة بن الورد . ديوانه ص 57 وليضاح الشعر ص 499 وفيه تخريجه. آثر ذي أثير : أول كل شيء: (3) في : سقط من س.
(4) الكتاب 1 147 والحلبيات ص 222 - 270 وايضاح الشعر ص 10 .
(5) هو الفرزدق . وأوله : انا الذائد الحامي الذمار . ديوانه ص 712 وإيضاح الشعر ص 227، وليه تخريجه. الذمار: ما لزمك حفظه مما يتعلق بك .
(2) س : نقوم.
صفحة ٤٨