مائدة تنتظر بأكلها من يحضر آنسهم في الأكل فعل الكريم الجزل
وأطل الحديثا ولا تكن حثيثا
فاللبث في الطعام من شيم الكرام
وشيع الأضيافا إن طلبوا انصرافا
وإن دعاك من تحب إلى طعام فأجب
إجابة الصديق فرض على التحقيق
فإن أجبت دعوته فلا تهيج جفوته
ولا تزرين بصاحب أو أحد الأقارب
واجلس بحيث اجلسك وأنس به ما آنسك
لا تأب من كرامته وكف عن غرامته
إياك والتثقيلا ولا تكن ثقيلا
لا تحتقر ما أحضرا ولا تعب ما حضرا
فالذم للطعام من عادة الطغام
لا تحتشم من أكل كفعل أهل الجهل
ما جيء بالطعام إلا للإلتقام
***
فصل في عيادة الإخوان
=============
عيادة العليل فرض على الخليل
فعد أخاك إن مرض واعمل بحكم ما فرض
وسله عن أحواله باللطف في سؤاله
وضع عليه يدك واعطف عليه جهدك
وسائلا عن مابه واسأل عن إكتسابه
وادع له بالعافية والصحة الموافية
واحذر من التطويل وضجر العليل
فمكث ذي الصداقة قدر احتلاب الناقة
إلا إذا ما التمسا من نفسه أن تجلسا
والعود للعيادة بعد ثلاث عادة
هذا لمن أحبا وإن يشأ فغبا
وسنة المعتل إيذان كل خل
ليقصدوا وفادته ويغنموا عيادته
وليترك الشكاية ويكتم النكاية
عن عائد وزائر فعل الكريم الصابر
وليحمد الله على بلائه بما ابتلى
ليحزر الثوابا والاجر والصوابا
***
فصل في مكاتبة الإخوان
==============
تواصل الأحباب في البعد بالكتاب
فكاتب الإخوانا ولا تكن خوانا
فتركك المكاتبة ضرب من المجانبة
والبدؤ للمسافر فى الكتب لا للحاضر
والرد للجواب فضل بلا ارتياب
***
فصل في التحذير من صحبة الأحمق
====================
لا تصحبن الأحمقا المائق الشمقمقا
عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل
إن اصطحاب المائق من أعظم البوائق
فإنه لحمقه وخبطه في عمقه
يحب جهلا فعله وأن تكون مثله
يستحسن القبيحا ويبغض النصيحه
بيانه فهاهة وحلمه سفاهة
وربما تمطى فكشف المغطى
لا يحفظ الأسرارا ولا يخاف عارا
يعجب من غير عجب يغضب من غير غضب
كثيره وجيز ليس له تمييز
وربما إذا نظر أراد نفعا فأضر
كفعل ذاك الدب بخله المحب
صفحة ٩