نحن من المساعدة نحيا بروح واحدة ومثلوا بالجسد والروح ذي التجرد
فالروح إن أمر عنا تقول للجسم أنا
وقال جل الناظم مستند الأعاظم
من العلوم قد نشر منصور أستاذ البشر
وأمر هذا الحكم لم يقترن بعلم
وأنه قد ظهرا مشاهدا بلا مرى
فمنه ما جرى لي في غابر الليالي
أصابني يوم ألم من غير أنذار ألم
فاحترت منه عجبا لما فقدت السببا
واستغرقتني الفكر حتى أتاني الخبر
أن حبيبا لي عرض بجسمه هذا المرض
فازداد عند علمي تصديق هذا الحكم
فالصدق في المحبة يوجب هذه النسبة
فكن صديقا صادقا ولا تكن مماذقا
حتى تقول معلنا أني ومن اهوى أنا
***
فصل في تزاور الإخوان
==============
تزاور الإخوان من خالص الإيمان
إن التآخي شجرة لها التلاقي ثمرة
لا تترك الزيارة فتركها حقارة
كل أخ زوار وإن تناءا الدار
وقد روو آراء واختلفوا مراءا
في الحد للزيارة والمدة المختارة
فقيل كل يوم كالشمس بين القوم
وقيل كل شهر مثل طلوع البدر
وقيل ما نص الأثر عليه نصا واشتهر
زر من تحب غبا تزدد إليه حبا
واختلفوا في الغب عن أي معنى ينبي
فقيل عن أيام خوفا من الإبرام
وقيل عن أسبوع وقفا على المسموع
وقيل بل معناه زر يوما ويوما لا تزر
فاعمل بما تراه في وصل من تهواه
وزر أخاك عارفا بحقه ملاطفا
وإن حللت منزله فاجعل صنيع الفضل له
واقبل إذا ما راما منه لك الإكراما
فمن أبى الكرامة حلت به الملامة
وإن أتاك زائرا فانهض إليه شاكرا
وقل مقال من شكر فضل الصديق وذكر
إن زارني بفضله أو زرته لفضله
فالفضل في الحالين له ووصل من تهوى صله
والضم والمصافحة من سنة المصالحة
أو كان يوم عيد أو جاء من بعيد
هذا هو المشهور يصفه الجمهور
وقد أتى في الأثر عن النبي المنذر
تصافح الاخوان يسن كل آن
ما افترقا واجتمعا يغشاهما الخير معا
***
صفحة ٧