منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

عبد الكريم الحميد ت. غير معلوم
4

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وهي جمع سُبحة، وقال جميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين: سُبُحَاتُ وجهه الكريم هي نوره وجلاله وجماله وبهاؤه (١). ثم اعلم أنه لو اجتمع جمال الحور العين كلهنّ في واحدة فما قَدْره عند جمال المعبود الحق سبحانه، ولذلك يقول الإمام ابن القيم ﵀: وهُوَ الجميلُ علَى الحقيقةِ كيفَ لاَ! مِنْ بعضِ آثارِ الجميلِ فربُّهَا ... فجَمَالهُ بالذاتِ والأوصَافِ والْ ... وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِهِ الأكوَانِ ... أولَى وأجدَرُ عِندَ ذِي العِرْفَانِ ـأفعَالِ والأسمَاءِ بالبُرْهَانِ (٢) ... . أما السُّبُحَات فقد قال ابن القيم ﵀ فيها: (فإذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيء من خلقه، ولو كشف حجاب النور عن تلك السبحات لأحرق العالم العلوي والسفلي فما الظن بجلال ذلك الوجه الكريم وعظمته وكبريائه وكماله وجلاله وجماله) (٣)، فالرب سبحانه قد احتجب عن مخلوقاته بحجاب من نور مخلوق، جعله سبحانه يحجب نور وجهه الكريم وجلاله وجماله عن وصوله إلى المخلوقات حيث لا تحتمله؛ ولذلك يُعطِي الله المؤمنين في الجنة قوةً شديدة في أبصارهم ليطيقوا

(١) أنظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٣/ ١٣ - ١٤، والديباج على مسلم للسيوطي ٥/ ٢٢٥، وانظر: فيض القدير للمناوي ٢/ ٢٧٢، وانظر: مشارق الأنوار للسبتي ٢/ ٢٠٣، ولسان العرب لابن منظور ٢/ ٤٧٣. (٢) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية - القصيدة النونية -، ص (١١٤). (٣) الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، ١/ ٢٣٤.

1 / 5