منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
والمعقول، ولضعف مَذْهَبهم فِي النبوات مَعَ كَونهَا من أخطر أَبْوَاب العقيدة إِذْ كل أمورها متوقفة على ثُبُوت النُّبُوَّة أغروا أَعدَاء الْإِسْلَام بالنيل مِنْهُ واستطال عَلَيْهِم الفلاسفة والملاحدة.
والصوفية مِنْهُم كالغزالي يفسرون الْوَحْي تَفْسِيرا قرمطيًا فَيَقُولُونَ: "هُوَ انتقاش الْعلم الفائض من الْعقل الْكُلِّي فِي الْعقل الجزئي" (١).
أما فِي مَوْضُوع الْعِصْمَة فينكرون صُدُور الذَّنب عَن الْأَنْبِيَاء ويؤوِّلون الْآيَات وَالْأَحَادِيث الْكَثِيرَة تَأْوِيلا متعسّفا متكلّفا كالحال فِي تأويلات الصِّفَات (٢).
الْعَاشِر: التحسين والتقبيح:
يُنكر الأشاعرة أَن يكون لِلْعَقْلِ والفطرة أيّ دور فِي الحكم على الْأَشْيَاء بالْحسنِ والقبح وَيَقُولُونَ: مردّ ذَلِك إِلَى الشَّرْع وَحده، وَهَذَا رد فعل مغال لقَوْل البراهمة والمعتزلة:
_________
(١) انْظُر الْإِرْشَاد: ٣٠٦، ٣٥٦، نِهَايَة الْإِقْدَام: ٤٦١، أصُول الدّين: ١٧٦، المواقف: ٣٥٩ - ٣٦١، غَايَة المرام: ٣١٨، الرسَالَة اللدنية: ١: ١١٤،١١٨ (من مَجْمُوعَة الْقُصُور العوالي).
(٢) نِهَايَة الْإِقْدَام: ٣٧٠، شرح الْكبر ى: ٤٢٩، غَايَة المرام: ٢٣٤. المواقف ٣٢٣، مَجْمُوع الْفَتَاوَى ٨/ ٤٣٢_ ٤٣٦، التسعينية: ٢٤٧.
1 / 49