منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
إِن الْعقل يُوجب حسن الْحسن وقبح الْقَبِيح، وَهُوَ مَعَ منافاته للنصوص مُكَابَرَة للعقول، وَمِمَّا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من الْأُصُول الْفَاسِدَة قَوْلهم: إِن الشَّرْع قد يَأْتِي بِمَا هُوَ قَبِيح فِي الْعقل فإلغاء دور الْعقل بالمرة أسلم من نِسْبَة الْقبْح إِلَى الشَّرْع مثلا، ومثلوا لذَلِك بِذبح الْحَيَوَان فَإِنَّهُ إيلام لَهُ بِلَا ذَنْب وَهُوَ قَبِيح فِي الْعقل وَمَعَ ذَلِك أَبَاحَهُ الشَّرْع، وَهَذَا فِي الْحَقِيقَة هُوَ قَول البراهمة الَّذين يحرمُونَ أكل الْحَيَوَان، فَلَمَّا عجز هَؤُلَاءِ عَن رد شبهتهم ووافقوهم عَلَيْهَا أَنْكَرُوا حكم الْعقل من أَصله وتوهموا أَنهم بِهَذَا يدافعون عَن الْإِسْلَام. كَمَا أَن من أَسبَاب ذَلِك مناقضة أصل من قَالَ بِوُجُوب الثَّوَاب وَالْعِقَاب على الله بِحكم الْعقل وَمُقْتَضَاهُ (١).
الْحَادِي عشر: التَّأْوِيل:
وَمَعْنَاهُ المبتدع: "صرف اللَّفْظ عَن ظَاهره الرَّاجِح إِلَى احْتِمَال مَرْجُوح لقَرِينَة"، فَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى تَحْرِيف للْكَلَام عَن موَاضعه كَمَا قرَّر ذَلِك شيخ الْإِسْلَام.
وَهُوَ أصل منهجي من أصُول الأشاعرة وَلَيْسَ هُوَ خَاصّا بمبحث الصِّفَات بل يَشْمَل أَكثر نُصُوص الْإِيمَان،
_________
(١) نِهَايَة الْإِقْدَام: ٣٧٠، شرح الْكبر ى: ٤٢٩، غَايَة المرام: ٢٣٤. المواقف ٣٢٣، مَجْمُوع الْفَتَاوَى ٨/ ٤٣٢_ ٤٣٦، التسعينية: ٢٤٧
1 / 50