منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
الدُّنْيَا " فَكَانَ جِبْرِيل يقْرَأ هَذَا الْكَلَام الْمَخْلُوق ويبلغه لمُحَمد ﷺ، وَقَالَ آخَرُونَ: "إِن الله أفهم جِبْرِيل كَلَامه النَّفْسِيّ وأفهمه جِبْرِيل لمُحَمد- ﷺ، فالنزول نزُول إِعْلَام وإفهام لَا نزُول حَرَكَة وانتقال " (لأَنهم يُنكرُونَ علو الله) ثمَّ اخْتلفُوا فِي الَّذِي عبر عَن الْكَلَام النَّفْسِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَالنّظم الْعَرَبِيّ من هُوَ؟ فَقَالَ بَعضهم: "هُوَ جِبْرِيل"، وَقَالَ بَعضهم: "بل هُوَ مُحَمَّد ﷺ"!!.
وَاسْتَدَلُّوا بِمثل قَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ فِي سورتي الحاقة والانشقاق حَيْثُ أَضَافَهُ فِي الأولى إِلَى مُحَمَّد ﷺ، وَفِي الْأُخْرَى إِلَى جِبْرِيل بِأَن اللَّفْظ لأحد الرسولين "جِبْرِيل أَو مُحَمَّد" وَقد صرح الباقلاني بِالْأولِ وَتَابعه الْجُوَيْنِيّ.
قَالَ شيخ الْإِسْلَام: "وَفِي إِضَافَته تَعَالَى إِلَى هَذَا الرَّسُول تَارَة وَإِلَى هَذَا تَارَة دَلِيل على أَنه إِضَافَة بَلَاغ وَأَدَاء لَا إِضَافَة إِحْدَاث لشَيْء مِنْهُ وإنشاء كَمَا يَقُول بعض المبتدعة الأشعرية من أَن حُرُوفه ابْتِدَاء جِبْرِيل أَو مُحَمَّد مضاهاة مِنْهُم فِي نصف قَوْلهم لمن قَالَ انه قَول الْبشر من مُشْركي الْعَرَب" (١).
_________
(١) مَجْمُوع الْفَتَاوَى
1 / 42