منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
وَمذهب الْمُعْتَزلَة أَنه مَخْلُوق.
أما مَذْهَب الأشاعرة فَمن منطلق التوفيقية - الَّتِي لم يحالفها التَّوْفِيق - فرّقوا بَين الْمَعْنى وَاللَّفْظ. فَالْكَلَام الَّذِي يثبتونه لله تَعَالَى هُوَ معنى أزلي أبدى قَائِم بِالنَّفسِ لَيْسَ بِحرف وَلَا صَوت وَلَا يُوصف بالْخبر وَلَا الْإِنْشَاء.
وَاسْتَدَلُّوا بِالْبَيْتِ الْمَنْسُوب للأخطل النَّصْرَانِي:
إنّ الْكَلَام لفي الْفُؤَاد وَإِنَّمَا ... جعل اللِّسَان على الْفُؤَاد دَلِيلا
أما الْكتب الْمنزلَة ذَات التَّرْتِيب وَالنّظم والحروف - وَمِنْهَا الْقُرْآن - فَلَيْسَتْ هِيَ كَلَامه تَعَالَى على الْحَقِيقَة بل هِيَ "عبارَة" عَن كَلَام الله النَّفْسِيّ. وَالْكَلَام النَّفْسِيّ شَيْء وَاحِد فِي
ذَاته لَكِن إِذا جَاءَ التَّعْبِير عَنهُ بالعبرانية فَهُوَ توراة، وَإِن جَاءَ بالسُّرْيَانيَّة فَهُوَ إنجيل، وَإِن جَاءَ بِالْعَرَبِيَّةِ فَهُوَ قُرْآن، فَهَذِهِ الْكتب كلهَا مخلوقة ووصفها بِأَنَّهَا كَلَام الله مجَاز لِأَنَّهَا تَعْبِير عَنهُ.
وَاخْتلفُوا فِي الْقُرْآن خَاصَّة فَقَالَ بَعضهم: "إنّ الله خلقه أَولا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ثمَّ أنزلهُ فِي صَحَائِف إِلَى سَمَاء
1 / 41