منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
وعَلى القَوْل أَن الْقُرْآن الَّذِي نقرؤه فِي الْمَصَاحِف مَخْلُوق سَار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا، فكشفوا بذلك مَا أَرَادَ شَارِح الْجَوْهَرَة أَن يستره حِين قَالَ: "يمْتَنع أَن يُقَال إِن الْقُرْآن مَخْلُوق إِلَّا فِي مقَام التَّعْلِيم" (١).
السَّادِس: الْقدر:
أَرَادَ الأشاعرة هُنَا أَن يوفقوا بَين الجبرية والقدرية فَجَاءُوا بنظرية الْكسْب وَهِي فِي مآلها جبرية خَالِصَة؛ لِأَنَّهَا تَنْفِي أَي قدرَة للْعَبد أَو تَأْثِير، أما حَقِيقَتهَا النظرية الفلسفية فقد عجز الأشاعرة أنفسهم عَن فهمهما فضلا عَن إفهامها لغَيرهم وَلِهَذَا قيل:
مِمَّا يُقَال وَلَا حَقِيقَة تَحْتَهُ ... معقولة تدنوا إِلَى الأفهام
الْكسْب عِنْد الْأَشْعَرِيّ وَالْحَال ... عِنْد البهشمى وطفرة النظام
_________
(١) عَن الْقُرْآن عِنْدهم انْظُر: الْإِنْصَاف: ٩٦_٩٧ وَمَا بعْدهَا، الْإِرْشَاد: ١٢٨_١٣٧، أصُول الدّين: ١٠٧، الموافف: ٢٩٣، شرح الباجوري على الْجَوْهَرَة ٦٤_٦٦_٨٤، متن الدردير ٢٥ من مَجْمُوع مهمات الْمُتُون، التسعينية وَقد استغرق مَوْضُوع الرَّد عَلَيْهِم فِي الْقُرْآن أَكثر مباحثها وَمن أعظمها وأنفسها مَا ذكره فِي الْوَجْه السَّابِع وَالسبْعين فَليُرَاجع.
1 / 43