فلم يقبلها غير أنه في الآونة الأخيرة ترجح في نظره أن ينهض بصالح الأشراف ويدرأ عنهم الهوان ويكبح من يطمع منهم إلى الرذائل ويسير بهم في خطة سلفهم الطاهر سيرا سجحا فتقلدها من قبل هلاكو خان مدة ثلاثة سنين واحدى عشر شهرا[1]وحصل له ما أراد من الغاية المتوخاة له.
أقام ببغداد نحوا من خمس عشر سنة، ثم رجع إلى الحلة، ثم سكن المشهد الغروي برهة ثم عاد إلى بغداد في دولة المغول، وفي المرة الأولى أسكنه الخليفة المستنصر العباسي في الجانب الشرقي منها[2].
ولما فتح هلاكو بغداد في سنة 656 ه أمر أن يستفتي العلماء أيما أفضل السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟فجمع العلماء (بالمستنصرية) لذلك، فلما وقفوا على المسألة أحجموا عن الجواب وكان رضي الدين علي بن الطاووس حاضر المجلس وكان مقدما محترما فلما رأى إحجامهم تناول الورقة وكتب بخطه: الكافر العادل أفضل من المسلم الجائر فوضع العلماء خطوطهم معتمدين عليه[3].
وكانت بينه وبين مؤيد الدين القمي محمد بن محمد بن عبد الكريم[4] [1]المجلسي في الإجازات ص 19 وخاتمة المستدرك ص 478 عن مجموعة الشهيد.
[2]المجلسي في الإجازات ص 19.
[3]الفخري في الآداب السلطانية ص 11 طبع مضر سنة 1345 ه.
[4]في كشف الغمة ص 245 ذكر اجتماع السيد رضي الدين بالوزير القمي وسؤال الوزير إياه عن وجه استغفار الامام الكاظم «ع» في سجدة الشكر، وهذا الوزير توفي ببغداد سنة 629 ه ودفن أولا بمقبرة الزرادين بالمأمونية، وبقي ثلاثة عشر سنة
صفحة ١٠