مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

أحمد بن محمد الشنقيطي ت. 1434 هجري
52

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

قال: لا مانع من أنْ يكون ما يجمل عند العرب كله موجودٌ في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذًا من إخلافه وعيده لأهل النَّار بالخلود. قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدَّهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أنْ يعصيه العبد حقبًا من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أَنْ يعذبه قدر المدَّة التي عصاه فيها. وأنا أُجِلُّ ابنَ القَيم عن أنْ يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطرادًا، فقال سماحته: أفدنا أطال اللَّهُ في عمرك. قال شيخنا: فقلتُ له: إنِّي أصبحتُ وإياكَ على طرفي نقيض، أنتم تمثلونَ طائفة من المسلمين تقول بفناء النارِ وانقطاعِ عذابها، وأنا أمثلُ طائفة أخرى منهم تقول النَّار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩]. فقد أصبحنا يا سماحة الشَّيخ بمثابة المتناظرين، ولابد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحَكِّمانِهِ بينهما يرجعان إليه لئلا يَتَّسِعَ الخلاف.

1 / 54