183

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وقال بعض العلماء: القتل إماتة الحركة، وقد تطلق العرب مادة القاف والتاء والسلام على غير إزهاق الروح، فتطلقه على التذليل، فالتقتيل: التذليل، وتطلق القتل أَيضًا على: إضعاف الشدة.
فمن إطلاق التقتيل على التذليل قول امرئ القيس:
وما ذرفتْ عيناكِ إلَّا لتَضْربي ... بسهميكِ في أعشارِ قلبٍ مقتَّلِ
أي مذلَّل، وقول زهير:
كأنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مقتَلَةٍ ... من النواضحِ تَسقي جنةً سُحُقا
أي مذلَّلة، وكذلك يطلق القتل على: كسر الشدة، ومنه قتل الخمر بالماء؛ أي: كَسْرُ شدتها بالماء، كما قال حَسَّان ﵁:
إن التي ناولتَني فردَدْتُها ... قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتها لم تُقْتَلِ
يعني بقتلها: إضعاف شدتها بمزاجها بالماء.
وقوله: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ أنفسكم جمع قِلَّة؛ لأنَّ الأفعلة من صيغ جموع القلة، وما يزعمه بعض النحويين والمفسرين من أن مثل هذه الآية جيء فيه بجمع القلة موضع جمع الكثرة؛ هو خلاف التحقيق؛ لأنَّ أنفسكم أضيف إلى معرفة، واسم الجنس مفردا كان أو جمعًا إذا أضيف إلى معرفة اكتسب العموم، والشيء الذي يعم جميع الأفراد

1 / 185