مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
29

مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبخ نفسه» (١). وقال علي بن أبي طالب ﵁: «يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوامًا يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يقعدون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللَّه ﷿» (٢). وقال أبو الدرداء ﵁: «لا تكون تقيًّا حتى تكون عالمًا، ولا تكون بالعلم جميلًا حتى تكون به عاملًا» (٣). ولهذا قال الشاعر: إذا العلم لم تعمل به كان حجةً ... عليك ولم تعذر بما أنت جاهله فإن كنت قد أوتيت علمًا فإنما ... يصدق قولَ المرء ما هو فاعله (٤) وبهذا يتضح أن العلم لا يكون من دعائم الحكمة إلا باقترانه بالعمل. وقد كان علم السلف الصالح - وعلى رأسهم أصحاب

(١) المرجع السابق، ٢/ ٦. (٢) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، ٢/ ٧. (٣) المرجع السابق، ٢/ ٧. (٤) المرجع السابق، ٢/ ٧.

1 / 30