مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وقد بين ﷺ أن «من سُئِل عن علمٍ يَعْلَمُهُ فَكتَمَهُ أُلْجِمَ يوم القيامة بلجام من نار» (١).
فتبين بذلك وغيره: أن العلم النافع الذي هو أحد أركان الحكمة لا يكون إلا مع العمل به؛ ولهذا قال سفيان (٢) في العمل بالعلم والحرص عليه: «أجهل الناس من ترك ما يعلم، وأعلم الناس من عمل بما يعلم، وأفضل الناس أخشعهم للَّه» (٣).
وقال ﵁: «يُرادُ للعلم: الحفظ، والعمل، والاستماع، والإنصات، والنشر» (٤).
وقال الصحابي الجليل عبد اللَّه بن مسعود ﵁: «تعلموا، تعلموا فإذا علمتم فاعملوا» (٥).
وقال ﵁: «إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله
_________
(١) الترمذي، في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم، ٥/ ٢٩، (رقم ٢٦٥١)، وأبو داود في العلم، باب كراهية منع العلم، ٣/ ٣٢١، (رقم ٣٦٥٨)، وابن ماجه في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه، ١/ ٩٨، (رقم ٢٦١)، وأحمد، ٢/ ٢٦٣، ٣٠٥، وانظر: صحيح ابن ماجه، ١/ ٤٩، وصحيح الترمذي، ٢/ ٣٣٦.
(٢) سفيان بن عيينة بن أبي عمران، الإمام الكبير شيخ الإسلام، ولد سنة ١٠٧هـ، في النصف من شعبان، وعاش (٩١) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٤٥٤ - ٤٧٤.
(٣) أخرجه الدارمي في سننه، في المقدمة، باب في فضل العلم والعالم، ١/ ٨١، (رقم ٣٣٧).
(٤) المصدر السابق، ١/ ٨١.
(٥) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، ١/ ١٩٥.
1 / 29