============================================================
ثم رجع إلي صفة الرجل، فقال: (فأيقن أن العوسجيات تنتزى بأنبائه) يقول: أيقن أنه إن فر أن النساء ينزين مغازلهن بحديثه وذكر فراره، ومغازلهن من عوسج، فاهتز وأنف وأقدم. (مغامن أي يغشى غمرات الحرب.
قال ابن دريد: وأنشدني أبوعثمان، عن التوزي: واا النذير بحرة مشودة يصل الأعم إليكم أقوادها اناؤها متكنفون ااهم نقو الصذور وما هم أولادها(1) يصف كتيبة وجيشا، فشبهه بالحرة لسوادها. و(الأقواد) واحدها قود وهي من الخيل.
يقول: فأنا النذير لكم من هذه الخيل التي كأن زهاها أي شخصها حرة.
و(الأعم) الكلأ الكثير، وكذلك العميم. يقول: قد كثر الكلأ فقد وصل اليكم أقواد الخيل التي ترعى فتسمن وتقوى على الغزو، فكأن العميم هو الذي قادها إليكم ووصلها بكم. ثم قال: (أبناؤها) يريد رجال الكتيبة فجعلهم أبناة ها لأنها تضمهم. وقوله: (متكنفون أباهم) يريد رئيسهم، متكنفوه: قد صاروا حوله على أكنافه. (حنقو الصدور عليكم - وما هم أولادها) الهاء راجعة إلى الكتيبة، يقول: لم تلدهم وإنما هم آبناؤها، على مجاز قول العرب: بنو فلان، بنو الحرب.
ومن ذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لبعض من "أوتعيرني قريش بقلة العلم بالحرب وأنا ابنها! لقد نهضت فيها وما بلغت خاطبه: العشرين وها أنا ابن ستين، ولكن لارأي لمن لا يطاع" .
وقال آخر: نحن بنو الطعن والطاعون والحرب الزبون، لم يرد أنهم (1) من البحر الكامل.
صفحة ٤٩