============================================================
وقوله (إن عيشا أن ترى علما) يقول: إن رأيت علما من أعلام الماء فحياتك وقوله (عاد طفلا بعدما هرما) يعني القمر، كأنه سار في أول الشهر والقمر في تمامه، فلما تأخر طلوع القمر رجع إلى النقصان. عاد طفلا أي صغيرا بعدما كان كبيرا. وقوله (كيف لا تغوي) أي تضل من الغواية.
قال ابن دريد: وأنشدني أبو عثمان، عن التوزي، لرجل من بني كبير من الأزد: 217 دا ورداؤه نهق ودخت اجر توبي اوجوان كلاتا اختار فانظر كيف تبقى على الزمان(1) أحاديث الرجال (حجي) أخوه. وكان أبوهما قتل، فطلب هذا الشاعر بدم أبيه ولم يطلب جير به. يقول: فثوب حجير أبيض، من قولهم دم فلان في ثوب فلان وليس هناك دم، فيقول: خجير أبيض الثوب، وأنا قتلت قاتل أبي ودمه في حلتي فهي حمراء. وليس هناك حمرة ولا بياض، وإنما أراد أن حجيرا لم يطلب، فلا دم في ثوبه وأنا قد أدركت، فدم الثار في ثوبي. و(الأرجوان) فارسي معرب، وهو شدة الخمرة. يقال: هو القرمز. يقال: ثوب أرجوان، إذا بولغ في نعت حمرته. وثوب بهرمان دون ذلك. وثوب مفدم وهو دون البهرمان. وقوله (كلانا اختا) يريد أن حجيرا اختار الهوينا وتوانى في طلب الثأر واخترت أنا الجد والتشمير.
ثم قال: فانظر كيف تبقى أحاديثنا من بعدنا إذا ذكرت بالقوة والحزم، وذكر هو بالتواني والضعف.
(1) من البحر الوافر.
صفحة ٢١