وفى يوم من أيام الشباب وبداية نضارة روضة الحياة تنازع وتصارع على سراب راكض مع محمد زمان بك ابن محمد حسين خان قراموسالو، فتوجه إلى أحشام التركمان مهموما منكوب القلب، وأعد جمعا من الترك والتركمان وذهب إلى إستراباد واستولى على المدينة، وفر محمد زمان بك الذى كان قد نصب نيابة عن أبيه فى المدينة، ووصل هو نفسه إلى بهبود خان. وفى تلك الأوقات كان بهبود خان قائدا وحاكما لمنطقة إستراباد ومازندران من قبل نادر شاه الأفشارى، وكان مستقرا فى ساحل" أتك" مع ستة أو سبعة آلاف شخص. فشحذ القائد سيف القتال وتوجه إلى إستراباد، وعلى ساحل نهر جرجان أعد ميدان القتال والحرب وهزم من نزاع لم تعقد نهايته وهرب. ووصل هذا الخبر إلى نادر شاه فى الموصل، فعين محمد حسين خان القاجارى، وذهب محمد حسين خان مع جيش بهبود خان وأهل إستراباد إلى المدينة وخربها وأقام قمم المنارات من رءوس أهلها، وقتل جمعا من الطائفة القاجارية. ولم يجد محمد حسن خان المجال للقاء والانتقام ورجع إلى الصحراء مرة أخرى، حتى اختل قصر وجود نادر شاه بسيف الأتراك الهتاك. ورجع حضرة محمد حسن خان من صحراء تركمانية إلى إستراباد، وجعلها مقر الدولة، وأخضع جيلان ومازندران تحت سيطرته، وجهز ما يقرب من عشرين ألف جندى.
والمشهور أن نادر شاه كان يقول لحسن على خان معير الممالك:" إنه كان قد قيل إن الياقوت كان قد رؤى أربعة عشر مثقالا والذى لم أره، وقيل: إن الياقوت أربعة عشر مثقالا محمد حسن خان، الذى فلت من أيدينا".
والخلاصة، أن يوم ظهور دولة وإقبال محمد حسن خان كان فى ازدياد، إلى أن توجه كريم خان الزندى إلى إستراباد مع أربعين [ص 11] ألفا من المشاة والفرسان جمعهم من الألوار والبختيارين. فكان محمد حسن خان يرسل الجيش إلى الخارج، وكان يحضر أفواجا تلو الأفواج من جيش الألوار مقبوضا عليهم. وفى خلال أربعين يوما صار خمسة عشر ألف شخص من تلك الجماعة تافهين ولا قيمة لهم فى يد صاحب التاج القاجارى، وكانوا يقدرون غيرهم بعشرة أو اثنى عشر ألف شخص مقيد وأسير، وقد قتل شجاع الدين خان الزندى بسيف الشجعان المظفرين، وترك كريم خان الزندى متاع الملك وأثاثه وعتاده الحربى والمدفعية والمدافع الصغيرة (الهاونات) ولوازم السلطنة، وحمل رحله عن شاطئ إستراباد، وحرك جواده السريع إلى جانب إصفهان، وصار المكسب الذى لا حدود له من نصيب كسرى ذى الجناب العالى. ووجه [محمد حسن خان] إرادة السفر إلى العراق وتحرك من إستراباد إلى أشرف بمازندارن، وفى تلك الأوقات التى كان كريم خان الزندى فيها فى إستراباد، كانت جماعة لاريجانى قد انضمت مع جيش الألوار معلنة الخدمة والإخلاص، وبعد عودة كريم خان لووا رأس الطاعة ودقوا طبول العصيان والتمرد، فأمر حضرة السلطان بتعيين محمد ولى ميرزا مع مقيم خان الساروبى حاكم مازندران- الذى كان عظمة فى العفة ورجولة فى الغيرة وعلو الهمة- لصد [جماعة] لاريجانى، وذهب الجيش إلى آمل بمازندران، وقبل أن تقع تلك الحرب مع جماعة لاريجانى، وضع محمد ولى خان بناء السلوك السيئ فى ولاية آمل بسبب سوء النفس وشرورها، وأطلق يده على شرف ونسوة وأطفال شعب آمل.
صفحة ٣٩