وورد الخبر من فارس بموت إسحاق الأشروسني، وكان قد تولى شرطة الجانب الشرقي
ببغداد. وأقام الحج في هذه السنة ابن الفضل بن عبد الملك وأبوه الفضل حاضر معه الموسم.
سنة ست وثلثمائة
قال أبو بكر : فيها ورد الخبر بوقعة كانت بين مؤنس الخادم ويوسف بن أبي الساج، يوم الأربعاء لثآمان ليال خلون من صفر، فكانت الهزيمة على مؤنس وأصحابه. ولحق نصر الشبكي مؤنسا وبين يديه مال وهو منهزم، فأراد أخذه وأخد المال، فوجه إليه يوسف: لا تعرض له ولا للمال الذي معه، فأسر جماعة من القواد منهم : هلال بن بدر، ورجل من القواد يعرف بابن فيروز وغيرهما، وأكرمهم وخلع عليهم، وأطلقهم فأتوا عسكر مؤنس أغنياء،حود اكثر القواد أنه أسرهم حتى تحسن أحوالهم.
~~وفعل يوسف فعلا شكره عليه جميع الناس، فأمر برفع السيف، وإطلاق من أخذ، فما قتل إلا من قاتل في أول الأمر في الحرب. وأقام نجح (1) الطولوني - وإليه شرطة بغداد - في كل ربع من الأرباع فقيها، حتى لا يجري على أحد ظلم، ولا يكلف الناس ثمن الورق الذي تكتب فيه القصص ، يشتري الورق من عنده، ولا يأخذ العون الدي يشخص الناس أكثر من دانقين .
~~وفي هذه السنة [112 ب] أمرت السيدة أم المقتدر بالله قهرمانة لها تعرف بثمل، أن تجلس بالتربة التي بالرصافة)اللمظالم، وتنظر في رقاع الناس في كل جمعة يوما، فجلست في أول يوم، فلم يكن فيه طائل، فجلست في اليوم الثاني، وأحضرت القاضي أبا الحسين (2) الأشناني، فحسن أمرها، وخرجت التوقيعات على السداد، وانتفع بها خلق من المظلومين. وكان الناس في أول مجلس قد أنكروا ذلك، فلما أحضرت القاضي عادوا شاكرين لما كان الأمر يخرج به، ثم توصل (2) محمد بن خلف وكيع وهو يلي قضاء (4) الأهواز فحضره، وكان عالما متقنا حافظا عاقلا حلو الخطاب مليح المجلس يحفظ الحديث وقطعة من الأخبار.
~~وفيها عزل شفيع المقتدري اللؤلؤي أبا دلف الخزاعي عن إمارة البصرة، وولآها سبك الطولوني.
صفحة ١١٨