شأنه، وفوض إليه الأمور، وخاصة بعد موت صافي الحرمي. فإن صافيا كان يغمز على مؤنس سرا، ويوده رأي العين، ويريه أنه ناصح له في العشورة عليه في البغد عن السطان، وإنما كان لد يه ذلك لئلا يزحمه مؤنس على مرتبته، ولا يشاركه في أمر ولا نهي [12 ب].
~~قال أبو بكر : فلما توفي لصافي» ملك مؤنس الأمر كله، فزاد ونقص، وأثبت، وأسقط، ، كان يفعل في أسفاره كما يفعل الخلفاء يأمر بما يريد في المال من الزيادات والإثبات والنقل التسويغ ثم ينفذ ذلك إلى الدواوين فيمتثل أمزه فيه . ثم كان من بعض أصحابه، ما عاد عليه وباله في عاجله وآجله. وسمعت صافيا الحرمي يقول: لما أمر المقتدر بهدم البناء الذي بناه المكتفى في رحبة باب الطاق، أنفق عليها الأموال العظيمة السنية، قيل لأمير المؤمنين: إن هذه الغلة تساوى أكثر من ألف ألف دينار إن أريد بيعها فقال: انتفاع المسلمين بهدمها، وتوسعتهم بمكانها، آثر عندي وأحب إلي من يمن هذه وغلتها وأسأل الله حسن العوض.
~~قال أبو بكر: وأمر أمير المؤمنين المقتدر بالله في النصارى بنحو مما كان أمر به المتوكل على الله، وظهر من كرمه وطهارته وتفقده [13 آ] أمر بني هاشم وزيادتهم، ورغبته في الدعاء والخير، وكثرة صدقاته، ما كثر به الثناء عليه. وكان نصر الحاجب المعروف بالقشوري يقول الي كثيرا ويسر ذلك لي وإلى من يخصه: لو لم يعرض على أمير المؤمنين المقتدر بالله في الرأي ويصرف عن وجه إرادته، كان الناس معه في عيش رغلد وحال حسنة، ما نقول في خليفة يصلي أكثر ليله، ويصوم تطوعا كثيرا، ولكن الآراء تكثر عليه فيصرف بها عن طبعه، لأيه حدث لم يجالس الرجال ولا جرب الأمور ولا ساس صغيرها فيقيس عليه كبيرها، ولا قرأ السير، ولا عرف الأخبار، وإلا فهو أجمل الناس نية، وأكرمهم طوية، وأكثرهم تقية . وكان نصر القشورى يرمي إلى هذه المعاني ولا يحسن أن يعبرها بلفظة وكان ما علمت حسن الفهم من أشباهه، صحيح العقل، وافر الأمانة، وإن كان أعجمي اللسان، وكان والله مع ذلك جوادا كريما قال أبو بكر: ولقد كان يحدثني أمير المؤمنين الراضي بالله في أيام المقتدر بالله أنه استحضره وإخوته يوما لمجالسته قال: فحضرنا في ثياب المنادمة، إلا أخى هارون فإنه جاء في قباء وسئف ومنطقة، فضحك حين رآه، وأمر أن تخلع عليه ثياب المجالسة، قال: ثم أقبل علي (1) إسحاق الموصلي هو إسحاق بن ابراهيم الأرجاني التميمي بالولاء. أبو محمد فارسي الأصل، شاعر مغر فقال : أنا أحدث السيدة بحديث يشبه هذا وإن كان لا شيء عليك فيه، لأنك علمت ما أردتلة ناقد، وقد ذكر النديم في الفهرست أن ديوانه يقع في خمسين ورقة ولم يصلنا وجمع شعره من معاصري له، فجئت في اللباس الذي يصلح له، والذين أحدث عنهم لم يعلموا ما أريدوا له. ثم أقبل الدكتور ماجد أحمد العزي - بغداد 1970، وتوفي في بغداد سنة 235 ه . انظر ترجمته واخباره في وفياد على السيدة فقال لها: إن أمير المؤمنين الرشيد كان يقدم ابنه عبد الله المأمون وهو أكبر ولده، على محمد الأمين ابن زبيدة أم جعفر وأسمها أمة العزيز بنت جعفر بن المنصور، ولذلك قدمه
صفحة ٣١