محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
الناشر
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ويتعرف عليه وعلى عظيم قدره ومكانته في نفسه وعند ربه، فسيكون حبه له ضعيفا منزويا في أعماق الشعور والوجدان.
فإذا أراد المسلم أن يزداد حبه لرسول الله ﷺ فلا بد له من معرفته ومعرفة جوانب شخصيته وأخلاقه وذلك بمطالعة سيرته وشمائله وأيامه والنظر فيها بتمعن لاستخلاص الدروس والعبر والعيش مع رسول الله ﷺ والأحداث التي واجهته والمواقف التي وقفها والأعمال التي قام بها والنظر إلى حال الصحابة معه وكيف كان عيشهم وجهادهم لأعدائهم وحبهم لنبيهم ﷺ.
فكلما طالع الإنسان سيرة رسول الله ﷺ وتدبرها أدرك عظمة رسول الله فازداد حبا له وشوقا إليه. ومما يكمل هذا الجانب التفكر فيما لاقاه الرسول في سبيل تبليغ الدين وعظيم حرصه على هداية الناس جميعا وشفقته على أمته ورحمته بها فإذا أدرك المسلم هذا الأمر ازداد حبا لرسول الله ﷺ.
٢ - الوقوف على هديه ﷺ والاشتغال بالسنة قولا وعملا: الوقوف على هديه ﷺ وتدبر سنته والاقتداء به في كل أمر من أمور الدين حتى يكون المسلم على بصيرة ويقين من أنه على جادة الاتباع فيجعل الرسول ﷺ أمامه في كل أمر يقوم به من أمور الدين وكأنه واحد من أصحابه يأتمر بأمره وينتهي بنهيه وكلما استمسك المسلم بهديه وسنته وعاش معها بقلبه ووجدانه كلما كان ذلك ادعى إلى تذكر رسول الله ﷺ وحبه.
وإذا كان الحب مرتبطا بالمعرفة والتذكر، فأكثر الناس حبا له أهل سنته المشتغلون بها علما وعملا، رواية ودراية لأنهم أعلم الأمة بأقواله ﷺ وأفعاله وأخلاقه وشمائله، ولو لم يكن لهم نصيب من حبه سوى الصلاة والسلام عليه لكفى بهذا شرفا.
٣ - معرفة نعمة الله على عباده بهذا النبي ﷺ: ومن أعظم أسباب هذه المعرفة التفكر في النفع الحاصل لهذه الأمة بسبب
1 / 63