محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
الناشر
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فكان رسول الله ﷺ أكرم الناس خلقا، وأوسعهم صدرا، وأصدقهم.
فكان رسول الله ﷺ أكرم الناس خلقا، وأوسعهم صدرا وأصدقهم لهجة، وأكرمهم عشيرة، وأوفاهم عهدا، وأوصلهم للرحم، قريبا من كل بر، بعيدا عن كل إثم، لا يقول إلا حقا، ولا يعد إلا صدقا، جوادا بماله، فما قال لأحد: لا، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، شجاعا يتقي به أصحابه عند شدة البأس، صابرا محتسبا في جنب الله كل مكروه وأذى، يسبق حلمه غضبه ويعفو عند المقدرة، رحيم القلب، طيب النفس، آتاه الله الكمال في الخلق والخلق، والقول والعمل، وجمله بالسكينة والوقار، وكساه حسن القبول، فاستمال القلوب وملك زمامها، فانقادت النفوس لموافقته، وثبتت القلوب على محبته، وفدته النفوس بكل عزيز وغال.
فجدير بمن كان بتلك المنزلة أن تتوجه القلوب لمحبته، وكلما اطلع الإنسان على جوانب خلقه الكريم ازداد حبا له. ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم أكمل الأمة حبا له لما شاهدوه وعاينوه من أحواله الشريفة وأخلاقه الكريمة ﷺ.
هذه هي أهم موجبات محبة الرسول ﷺ ودواعيها. وهذه المحبة قد تضعف في قلب المسلم بسبب المعاصي والذنوب، أو الإقبال على حطام الدنيا. لأجل هذا يجب على المسلم أن يأخذ بالأسباب التي تزيد من محبته لرسول الله ﷺ.
أسباب زيادة المحبة: يرتبط الحب في القلب بما يحركه من تذكر وتفكر، ورؤية للآثار وسماع للأخبار.
ومع وجود هذه المحركات يزداد الحب في قلب الإنسان وتطلب النفس تحصيل المحبوبات. وحب المسلم للرسول ﷺ يحركه في قلبه أمور كثيرة منها:
١ - تذكر الرسول ﷺ وأحواله: إن للمعرفة ارتباطا وثيقا بالحب، وإذا لم يعرف المسلم رسوله محمدا ﷺ
1 / 62