============================================================
مكتبة القاهرة وأية تفس لم يعلها هولكم على حبكم طرا تفوس الورى وقف وإن شئت قلت هما ولايتان. ولاية دليل وبرهان. وولاية شهود وعيان: فولاية الدليل والبرهان: لأهل الاعتبار . وولاية الشهود والعيان: لأهل الاستبصار.
فلأهل الولاية الأولى قوله سنريهم آيثنا فى الآفاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق(1).
ولأهل الولاية الثانية قوله (( قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون ().
وأرباب الدليل والبرهان عند أهل الشهود والعيان، لأن أهل الشهود والعيان قدسوا الحق فى ظهوره إن يحتاج دليل يدل عليه، وكيف يحتاج الى دليل من نصيب الدليل؟
وكيف يكون بعرفا به؛ وهو المعرف له، قال الشيخ أبو الحسن قلب: كيف يعرف بالمعارف من به عرفت المعارف، أو كيف يعرف بشيء من سيق وجوده، وجود كل شيء؟
وقال مريد لشيخه: يا أستاذ أين الله تعالى؟ فقال له: أسحقك الله أتطلب من العين الأين، وأنشد بعض العارفين: لقد ظهرت فلا تخفى على أحد إلا على اكمه لا يعرف القمر ثم استترت عن الأبصار يا أحد فكيف يعرف من بالعزة استتر قما احتجب الحق عن العباد إلا بعظم ظهوره، ولا بنع الأبصار أن تشهده إلا قهارية نوره فعظم القرب هو الذى غيب عنك شهود القرب، قال الشيخ أبو الحسن: حقيقة القرب أن تغيب فى القرب عن القرب لعظم القرب لمن يشم رائحة السك فلا يزال يدنوا منها كلما دنا تزايد ريحها فإذا دخل البيت الذى هو فيه انقطعت رائحته عنه، وأنشد بعض العارفين: كم ذاتموه بالشعبين والعلم والأمر أوضح من نار على علم أراك تأل عن نجد وأنت بيا وعن تهمامة هذا فعل متهم ووجدت بخط شيخنا أبى العباس طي شعرا: اعندك من لياى ديث محرر باراد پيا الرميم وينيد هدى بالمهد بها القديم وأنسنى ملى كل حال فى هواها مقصد ( فصلت: 53) (1) (الانعام: 41)
صفحة ٢٩